كلما تجول الواحد منا في طرق وشوارع وممرات مدن بلادنا، وخصوصا العاصمة الرياض، وفي كل المجالس واللقاءات الاجتماعية بين الكبار والشباب من الجنسين هناك شكوى دائمة، ومستمرة من الأزمات، والازدحامات المرورية، الأقارب والأصدقاء يعللون السبب في عدم التواصل وعدم تبادل الزيارات بالحركة المرورية والازدحام الذي تشهده معظم الطرق ولأن الوصول بين منازل الأصدقاء في الشمال والجنوب والشرق والغرب تحتاج إلى وقت طويل وتحتاج أيضا إلى أعصاب قوية لتحمل الضغط العصبي نتيجة للازدحام المروري الذي لا مثيل له على الإطلاق. وفي اللقاءات الاجتماعية يتبادل الناس بعض الأفكار والمقترحات المرورية وهي عادة ما تكون خيالية إلا أن بعضها قد لا يخلو من الواقعية ومن إمكانية التطبيق على أرض الواقع ومن هذه الأفكار أن يقتصر المرور في الشوارع والطرق المزدحمة على السيارات التي تحمل أكثر من ثلاثة ركاب أو أربعة وأن يمنع أي سيارة لا تحمل إلا راكبا واحدا أو حتى راكبين اثنين، ويقال إن مثل هذا التنظيم فرضته بعض الولاياتالامريكية عند ارتفاع أسعار النفط إذ انه يقلل من استهلاك الوقود فبدل أن تسير أربع سيارات تحمل كل واحدة منها راكبا واحدا تسير في الشارع سيارة واحدة تحمل الركاب الأربعة. المشكلة التي تواجه مدننا هي الازدحام وخصوصا في شوارع معينة وفي ساعات محددة مثل ساعات الذروة وهي التي يذهب أو ينصرف فيها العمال والموظفون والطلبة إلى ومن أعمالهم ومدارسهم، ومن الأفكار المطروحة التي يمكن أن يشارك فيها المرور ووزارة المواصلات فكرة إيجاد نقل عام منظم ومنتظم وتعويد الناس بشكل عام على استخدامه عن طريق فرض سعر عال لأجرة المواقف مثل أن يكون أجر التوقف في مواقع معينة عشرين ريالا للساعة أو نحو هذا المبلغ الذي سيجعل الكثير من ذوي الدخل المحدود يضطرون لاستعمال النقل العام وبالذات عندما يكون هذا النقل نظيفا ومنظما ومنتظما في مواعيده ومواقفه، ولعل شركة النقل الجماعي قد تشارك في دراسة وتطبيق هذه الفكرة، وقد سبق أن نجحت نجاحا متميزا في مكةالمكرمة حيث أصبح تنظيم وانتظام النقل العام في هذه المدينة المقدسة مضرب المثل، وتمكنت من تنظيم وصول حوالي المليون رجل وامرأة من مقرات سكناهم إلى المسجد الحرام خمس مرات يوميا وفي مواعيد محددة غير قابلة للتأجيل وهي مواعيد الصلوات الخمس في اليوم والليلة. إذا كانت شركة النقل الجماعي قد ساهمت مساهمة فعالة في حل مشكلة الازدحام في منطقة الحرم، فقد تساهم في حل مشاكل الازدحام في باقي مدن بلادنا وبالذات في عاصمة بلادنا، ما يحدث في مكةالمكرمة من ركوب الناس من مختلف المستويات الاجتماعية ومن الذكور والإناث، ومن السعوديين وغيرهم لحافلات النقل الجماعي ، يجعل من يعلق أو يبرر فشل النقل الجماعي في الرياض على العادات والتقاليد عديم الحجة. وعن سيارات الأجرة «التاكسي والليموزين» يقترح البعض فرض استخدام الهاتف لمناداة هذه السيارات ودعوتها للحضور لمن يحتاجها بدل تجوالها في الطرق لتزيد من الازدحام ومن الكثافة المرورية، والمعروف أن وجود أجهزة الهاتف والنداء في سيارات الأجرة معروف ومستخدم في الكثير من دول العالم حتى أنه في بعض هذه الدول معروف قبل أكثر من ربع قرن، وغير معروف سبب عدم استخدامه وتعميمه على سيارات الأجرة في بلادنا رغم توفر كل الإمكانات الفنية. هذه بعض من الأفكار المرورية التي قد تساهم إذا أخضعت لدراسات علمية من ذوي الاختصاص في وقف نزيف الدم ووقف نزيف الوقت الذي يتعرض له كل أبناء هذا الوطن والمقيمون فيه.