قال تعالى: «وأمرهم شورى بينهم»، وقال سبحانه: «وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله»، وقال رب العزة والجلال: «يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم». وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لأصحابه: «أشيروا علي أيها الناس». يعلم الجميع أنه في يوم الاحد الموافق 27/8/1412ه صدر أمر خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله رقم أ/91 بتاريخ 27/8/1412ه المتضمن نظام مجلس الشورى بصيغته الجديدة ليحل محل نظام مجلس الشورى الصادر عام 1347ه، وقد نصت المادة الثانية من نظام المجلس على ما يأتي: «يقوم المجلس على الاعتصام بحبل الله والالتزام بمصادر التشريع الإسلامي، ويحرص أعضاء المجلس على خدمة الصالح العام والحفاظ على وحدة الجماعة وكيان الدولة ومصالح الأمة». ثم توالت بعد ذلك الأوامر الملكية الكريمة بتعيين رئيس المجلس ونائب الرئيس والأمين العام والأعضاء، وكان المجلس يتكون من الرئيس وستين عضواً ولمدة اربع سنوات هجرية اعتباراً من 3/3/414ه ويراعى عند تكوين المجلس الجديد انتهاء مدة الأول واختيار أعضاء جدد لا يقل عددهم عن نصف عدد أعضاء المجلس، وفي الدورة الثانية للمجلس زيد عدد أعضائه الى تسعين عضواً، بموجب هذه التنظيمات والتوجيهات الموفقة بإذن الله افتتح خادم الحرمين الشريفين وفقه الله المجلس في يوم الأربعاء 16/7/1414ه الموافق 29/12/1993م، وألقى سلمه الله خطابه السنوي الوافي الشافي الذي جاء فيه: «ونحن إذ نواصل هذا النهج الإسلامي إنما نرسخ بذلك دعائم الشورى بأسلوب يقوم على أسس واضحة واختصاصات بينة منطلقين من مفهومنا العميق لهذا المنهج الإسلامي الثابت الذي جاء في كتابٍ عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه». وهذا الخطاب التوجيهي الرائع والمميز بأسلوبه الراقي وعباراته الواضحة دلل بوضوح على حبه حفظه الله لتحكيم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وحرصه أيضاً الشديد رعاه الله على أن يكون الأمر شورى بين المسلمين جميعاً لتعيش كلمة الحق دائماً إن شاء الله تعالى. اللهم احفظ لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا وأحفظ لنا ولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني وحكومتهم الرشيدة والشعب السعودي النبيل ووفقهم لما تحبه وترضاه. فالله خيرٌ حافظاً وهو أرحم الراحمين. وفي الختام اسمحوا لي أن استعير هذه الأبيات التي يقول فيها الشاعر: أناس إذا ما الدهر أظلم وجههم فأيديهم بيض وأوجههم غر يصونون أحساباً ومجداً مؤثلاً ببذل أكف دونها المزن والبحر فلو لامَسَ الصخر الأصم أكفهم أفاض ينابيع الندى ذلك الصخر عميد/ عبدالعزيز عبدالله القصير