هناك قلوب في أجساد وهناك أجساد في قوالب.. وثمة بصر وثمة بصائر.. فأجساد تعللها المحسوسات المتجسدات، وعقول تمزقها المعنويات المجردات.. فالإنسان عقل يتأرجح بين إعمال أو أعمال.. حفاوة أو إهمال.. فآلام أو آمال.. *** علمتني الحياة أن ما يستعصي من آفات الحياة على التعداد رقميا، يستعصي كذلك على الفهم (منطقياً)، عليه فلعمري بأي منطق سيتمنطق المنطق تعليلا لجرم الإنسان حين يلجأ حسدا إلى التقاط لقمة العيش من فم أخيه الإنسان؟!.. الغريب ان الدراسات الأنثروبولوجية تثبت أنه لا يشارك الإنسان غريزة الميل إلى إيقاع الضرر ببني (فصيلته) سوى الفئران ونوع من النمل.. ومع ذلك فهناك عزاء، فإياكم والإساءة إلى الفأر أو النملة..، دعوا الخلق للخالق.. فثمة خالق وحتما إليه المصير.. *** لا فرق بين قاطع إشارة وقاطع طريق.. فالاثنان تجمعهما وحدانية النتيجة.. (الموت).. إذن إن يكن للطرقات إشارات فللقيم والعادات إشارات.. فعبور الإشارة الحمراء اشارة إلى حتمية عبور اشارة القيم (الحمراء) كذلك.. ذكر ذات مرة العالم الألماني (نيتشة) أنه يخجل حين يكتب مما يكتب..، ولما تساءل محدثه باستغراب قائلا: وفي حال كهذه لماذا إذن تكتب..؟! حينها قال نيتشة: للأسف الشديد ليس بحوزتي طريقة أخرى للتخلص من أفكاري.. فعاود محدثه طرح التساؤل بالقول: وما الذي يجعلك تريد التخلص من هذه الأفكار..؟ هنا قال نيتشة: ليست المسألة ارادة يا عزيزي..، مرغم أنا.. إنه الإرغام.. وإلا الانفجار..!! *** دعيك يا رحيل من ذوي النظرة (الثاقبة) لمخزون الحياء..، دعيك من ذوي القدرات (الخارقة!) للكرامة..، ودعيك من ذوي الضمائرالمزودة بخزانات إضافية ناضحة بمياه نقص الحياء حين الحياء تريقه أبخس الأثمان البخسة..، (إنها) يا رحيل أعقاب على رؤوس، تنتعل مقاسا واحدا يناسب جميع المصالح الذاتية..، دأبها غذ السير عبر كل مساحات الالتواء.. كل مسافات اللف.. كل اتجاهات الدوران.. فوق كل منخفضات المرتفعات.. وتحت كافة مرتفعات المنخفضات..، وفي أضحل (أعماق) المستنقعات. حيث هناك تموت الكرامات غرقا في المستنقعات.. حقا قال حقا من قال: إذا ما أهان امرؤ نفسه فلا كرم الله من يكرمه