أنظر الى هذا الكائن المزعج الذي "يصأصئ" في الليل، فيثير القرف والإزعاج وربما الخوف أيضاً. يركض بقوة، ويستعصي على المكافحة. هل أنه يُخبئ سلاحاً سرياً لا نعرفه؟ يحاول القط "توم" جهده للقضاء على غريمه الأبدي "جيري": الفأر المستعصي على الأفخاخ والمخالب والأنياب. كم رتّب له توم الشراك، وكم أصابه معتقداً انه تخلص منه، وأبداً يعود الفأر جيري ليهزأ من الشراك، ويسترد قوته، ويعلو فوق الآلام. هل يخبّئ ذلك الفأر أيضاً سلاحاً سرياً لا يعرفه أحد؟ ربما. لكن فريقاً علمياً ألمانياً في "جامعة درتموند للتكنولوجيا" يعتقد انه هتك السر، وتوصل الى معرفة سلاح قوي يخبّئه الفأر لنفسه، بل يخفيه في... رأسه ودماغه! وعمل ذلك الفريق بالتآزر مع علماء في جامعة "ميسوري" الأميركية، لدراسة مصدر المورفين الذي لوحظ وجوده أحياناً في بول الفأر. وفي العادة، يميل العلماء لتفسير وجود المورفين في البول بتعاطي تلك المادة أو بتناول أطعمة يدخل فيها نبات الخشخاش، وهو مصدر المورفين. وكذلك عرف العلماء طويلاً ان ثمة مراكز في الدماغ تصنع مواد شبيهة بالمورفين، تسمى "إيبومورفين". لكن الفريق المشترك لدرتموند وميسوري توصل إلى شيء آخر، وأكثر عمقاً: يستطيع جسد الفأر، وربما الإنسان أيضاً، إنتاج المورفين بالطريقة عينها التي ينتج فيها نبات الخشخاش تلك المادة! وفي تجربة مثيرة، حقن الفريق الألماني- الأميركي المشترك، مجموعة من الفئران بمادة "تتيراهايدرو بابا فيرولين"، وهي نفسها التي يعتمد عليها نبات الخشخاش في صنع المورفين. ووجدوا ان الفأر استطاع تحويلها الى مورفين، كأنها نبتة خشخاش. ولم يحسم العلماء بعد في جدوى قدرة جسم الفأر، وربما الانسان أيضاً، على إنتاج المورفين. ويعتقد بعضهم ان تلك الأجساد تنتج المورفين في أحوال الشدة والجروح والضغط النفسي، كي يعينها على تجاوز آلامها. للحصول على تفاصيل أكثر، يمكن الرجوع الى موقع جامعة درتموند للتكنولوجيا "يوني- درتموند. دي إي" uni-dortmund.de.