حتى لا نتسرع في المساهمة أو التعامل مع شركات قد لا تشرق شمسها غداً أو أنها في طريقها إلى العناية المركزة.. فإنه يحسن بنا التعرف على أي شركة نعتزم بناء شراكة معها، بصرف النظر عن مستوى هذه الشراكة. دلائل كثيرة تشير إلى أن الشركات العالمية صغيرها وكبيرها تواجه تحديات غير مسبوقة. في دراسة أعدها البروفيسور ريتشارد واتسون Richard Watson من جامعة ييل الأمريكية فإنه يتوقع أن 75 في المائة من الشركات العملاقة الموجودة حالياً في أمريكا ستختفي بحلول عام 2027م.. وعلى نظرية المثل الشعبي خذ من هرج العاقل نصفه فإن انهيار نصف هذه النسبة أي 33 في المائة يمثل بحد ذاته كارثة اقتصادية عالمية، فضلاً عما قد يسسبه ذلك من آثار سلبية مادية واقتصادية واجتماعية لمساهميها. وفي بريطانيا فإنه لم يبق على قيد الحياة من بين أهم 100 شركة كانت شمسها ساطعة في عام 1984 إلا 24 شركة عملاقة. والأمر ينطبق على بقية دول العالم وعلى المؤسسات الصغيرة والمتوسطة. ولذلك فإن من الأهمية بمكان عدم التسرع في المساهمة في أي شركة محلية كانت أو دولية قبل قراءة مؤشرات النمو والنجاح فيها أو على الأقل بقاؤها على قيد الحياة.. ولعل من أهم المؤشرات السلبية التي ينصح بالوقوف عليها ما يلي: 1. عدم توفر نظام واضح للحوكمة في الشركة. 2. استقالة الكفاءات. 3. التلاعب بالاحصائيات وتزيين الأرقام... الخ. 4. ارتفاع تكاليف التشغيل. 5. ارتفاع تكاليف القروض. 6. الاستدانة المفرطة. 7. تعثر نسبة كبيرة من المشاريع التي تقوم بتنفيذها الشركة. 8. عدم الرغبة في التغيير ورفض الأفكار الجديدة. 9. عدم تشجيع الإبداع وعدم توفر بيئة مناسية لدعمه. 10. عدم وجود منهج واستراتيجية واضحة للتعايش مع مستجدات المرحلة. 11. عدم إضافة عملاء جدد خلال آخر ستة أشهر (مع الأخذ في الاعتبار ظروف جائحة كورونا). 12. تراجع متوسط مبيعات العملاء. 13. تراجع حجم الأرباح المعاد استثمارها داخل المؤسسة. 14. عدم إضافة منتجات جديدة خلال السنة الأخيرة. 15. مركزية القرار وغياب آلية التشاور في القضايا المهمة. 16. خلل مستمر في نظام ودقة المعلومات. 17. غياب أو رداءة خدمة مابعد البيع. 18. التقشف في التسويق. 19. ظهور علامات التملق والتزلف والانزعاج من النقد. 20. الترقية بحسب الأقدمية والولاء وليس بناء على الكفاءة. وباختصار فإن هذا المقال يهدف إلى إيصال رسالة للمساهمين وللشركات معاً.. كل ما أتمناه هو أن تقوم الشركة بالوقوف على أدائها من خلال هذه المؤشرات الأساسية وغيرها، وأن يقف المستثمر على مسيرة الشركة وقراءة أدائها بشكل متأنٍ قبل اتخاذ قرار بالمساهمة فيها.. حيث لم يعد ذلك خياراً، بل أصبح ضرورة تفرضها تحديات المرحلة. والله الموفق،،،