هكذا كُنْتُ في شَغَبٍ مع القافية، إنها صَلْدةٌ مُنَفِّرةٌ مُسْتَعْصِيةٌ، لكنها بالمُقَارَبَةِ ليِّنَةٌ جَاذِبَةٌ مِطْواعَه. لو حُكِّمَ في (القصيدة) النابغةُ،، لأَهْمَلَها مع الوَحْشِ في الفَيافِي (ربما ربما)،، ولو حُكِّمَ فيها الناقِدُ المُتَحَيْدِثُ لتَدَفَّأَ على ورَقِها،،، ثُمَّ ذَرَاهُ (لا شك لا شك)،، يقولُ: الشِّعْرُ: ما عايشَ اليومِيَّ والهَامِشِيّْ، الشِّعْرُ: أنْ تَنْطَفِئَ اللغةُ في نفسِها وأنْتَ تراها تَتَّقِدُ وتَتَسَعَّرْ. الشِّعْرُ: ليس في فِتْنَةِ اللغة، (لكنه في فِتْنَةِ الدَّعَاوى وبَكَشِها النَّاقٍدِ الواهمِ المُسْتَعْلِي.) الشِّعْرُ: ألا تَدَّعِي أنَّ مِنْ شرطِهِ أنْ يكونَ َمسنُوداً بعَقْلٍ شِعْريٍّ مُلتَبِسٍ غيرِ ذي حَدٍّ معرفي مُتَيَقَّنٍ، (لكنه شِعْريٌّ بالصِّفة كما هي في التباسِهَا المُتَنَمَّرِ عليه)،، قَدْرَ ما تَصُفُّ المُفْرداتِ بما يُشْبِهُ صَفَّ العقلِ الحاسوبيِّ الجاف، الخاطئِ العامدِ، الحاضرِ الغائبِ، العالِمِ بغيره لا بنفسِه. الشِّعْرُ: أنْ تُحَوِّلَ اللغةَ إلى لُعْبَةِ مكعباتٍ أنيثةٍ مُتَشامِخَةٍ كاذبة، وهي أفخمُ وأعلى (أعني اللغة)، ثم الشِّعْرُ: أنْ تُربِكَ مفهومَه (المربُوكَ بصفته)،، وتُرْبِكَ مُحاولي فهمِه بالتشامُخِ ودعوى الإحاطة،، ثم تبادُلِ التنافُعِ الممجوج، والقيمةِ الواهمه. (غير أنني لا أجحدُ أنَّ الشِّعْرَ قيمةٌ مُلتَبِسةٌ موارةٌ مُتفلتةٌ بِكْرٌ، كلما طُمِثَتْ عَادَتْ بِكْرَاً مُتَأبيه، هذه طبيعتُه) يقولُ الناقدُ المُتَحيدثُ كُلَّ هذا الإيلامَ الذي سبق، ثم يصيحُ كأنه ممسوس: هذا توحُشٌّ لفظي. أهملوه مع الوحْشِ في الفَيافِي، ولا تُسْئِمُوا الناس. نرى ما يراهُ النابغة،،، القصيدة: ** ** - محمد العُمري