تتجدد قراءة التاريخ.. وسيرة البطل الملك عبد العزيز، مع مناسبة ذكرى اليوم الوطني ال90 والذي يأتي ونحن اليوم أكثر تماسكاً ووفاء وعرفانا للملك والمؤسس والقدوة عبدالعزيز -طيب الله ثراه-. عبدالعزيز الأب والإنسان الذي أرسى دعائم هذا الوطن الكبير الذي نفخر به ونفاخر كافة الأمم والشعوب.. وهو الذي وثق مسيرة الإنجاز بإسعاد شعبه فنمت هذه العلاقة الراسخة من الحب والود والاحترام بين القائد والشعب. والجيل الحالي حينما يقرأ في سيرة بطل وروايات بطولة الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- عيونهم تركض خلفها معجبة ومقدِّرة، فحين يفكر كل فرد من هذا الجيل بأن ما حققه ذلك البطل ليس سهلاً، وبأن من كتبوا ووثقوا تلك البطولة دافعها الاعتراف بفضائله وإحقاق الحق لأهله، وأيضاً من باب الإضاءة على الدور الذي قام به، وهو الذي حكم في فترة صعبة جداً من مراحل التاريخ العربي الحديث. ولأن رحل الملك المؤسس عبدالعزيز - طيب الله ثراه - عن دنيانا، لكن شعبه العظيم يجددون عهوداً كثيرة له، عهد الإخلاص والشجاعة والتضحية والفداء، والتي نبذل الجهد للاتصاف بها، وعهد الانتماء لهذا الوطن الكبير (المملكة العربية السعودية)، ثم عهد الإخلاص في العمل لسعوديتنا التي وضع قادتها نصب أعينهم مسألة في غاية الأهمية، وهي المستقبل لوطن الشموخ في ظل الرؤية السعودية 2030.ويبقى الملك المؤسس عبدالعزيز -طيب الله ثراه- باق في قلوبنا حياً، وجيلاً بعد جيل، يتمسكون بقيمه، وبالعطاء الذي زرعه، ورسم دربه لنا. فما هي الحقائق التي قرأها جيل اليوم عن الملك عبدالعزيز؟ وما هي الشجون والمشاعر التي تراود أذهانهم وتفتن أفئدتهم وتطلق عنان ألسنتهم وأقلامهم في هذه المناسبة الوطنية العملاقة ؟ هذه السؤال طرحناه على عدد من القراء في الجيل الحالي، فلننظر ماذا قالوا؟. بداية تحدث إبراهيم بن فهد العطوان فقال: لقد أسس الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - المملكة العربية السعودية، صنعها من العدم، انتزعها من براثن التمزق والفوضى والاضطراب، بناها وشعبه حجراً حجراً بشجاعة مقرونة بالحكمة، وبسالة يقودها حس قيادي سليم. لم الشمل وجمع الشتات وقضى على الفتنة والفوضى، وأقام دولة الإيمان والعدل. الأسطورة عبد العزيز بن ناصر العواجي: لقد كان هدف الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- في بداية الأمر فتح الرياض، وقد تحقق له ذلك في ملحمة كانت أشبه ما تكون بالأسطورة، به كان الاختبار لتصميم عبدالعزيز وشجاعته، واختباراً لحب أهل الرياض لسليل آل سعود. وتتابع النصر في المناطق الجنوبية للرياض ثم الشمالية ثم مواقع القصيم والأحساء وحائل وعسير والحجاز وجازان وكافة أرجاء الوطن، حتى تأسيس المملكة العربية السعودية في عام 1351ه، والذي مع هذا الإعلان بدأت المملكة تكشف نفسها، وتبني نهضتها، وتأخذ مكانتها الجديرة بها بين دول العالم في زمن قياسي يصعب تكرار نموذجه، ويعد معجزة قياساً بعمر الحضارات والشعوب. فكر عميق راكان بن علي القحطاني قال: لقد وفِّق الملك المؤسس عبدالعزيز -طيب الله ثراه- في رؤيته في بناء المجتمع الجديد، حيث أدرك أن عملية البناء السياسي يجب أن ترافقه عملية بناء اجتماعي وحضاري، فعمل على تعبئة شعبه بالعقيدة والوطنية، ليشارك في ممارسة مسؤولياته العامة عن طريق المشاركة الفعلية في عملية البناء، وطرح عبدالعزيز أول مشروعاته الاجتماعية التي تمثلت في استقرار البدو الرحّل، وجعل ذلك الهدف الأساسي في عملية التنمية الاجتماعية، ثم رسخ الأمن الاجتماعي الذي كان سكان شبه الجزيرة بأكملها. رسائله بليغة خالد بن مسلط آل تميم: من خلال قراءتي عن سيرته -طيب الله ثراه- وبصفة تخصصي في دراستي الجامعية أكثر ما أعجبني في أسلوبه مع الحياة، هي رسائله التي يرسلها في مجالاتها الدينية والتعليمية والسياسية. نجد أنها تنطلق من القاعدة البلاغية التي تدعو إلى «مراعاة مقتضى الحال»، وأن «لكل مقام مقال»؛ فنجد في رسائله إلى العامة أسلوباً يناسب أحوالَهم، ويلامس حاجاتِهم، وفي رسائله إلى العلماء أسلوباً رفيعاً ذا طابع علمي، يحتفي بهم ويقدّرهم، وفي رسائله إلى السياسيين لوناً دبلوماسياً خاصاً، يقوم على التفخيم، والحكمة، والحنكة؛ وفي رسائله إلى الأدباء لغةً رشيقةً، تعتني بجماليات اللغة وأدبياتها. التواضع والتقدير منصور بن مبارك آل زميم: لقد قرأت عن الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - بأنه كان متواضعاً في ملبسه ومعيشته. كان -طيب الله ثراه- ينادي الناس بأسمائهم أياً كانوا، ويريد منهم أن ينادوا باسمه، فأهل البادية كانوا يخاطبونه قائلين يا عبدالعزيز، أما المقربون منه فكانوا ينادونه: يا طويل العمر. أعجبني بما عرفته عنه من دقة مواعيده إلى درجة أن القريبين منه يضبطون ساعاتهم على دقتها، وإن كان هو -طيب الله ثراه- لا يحمل ساعة، أو ينظر في ساعة. غزا العقول والقلوب محمد بن مبارك آل رحيم: لقد وجدت من خلال قراءتي في سيرة الملك المؤسس عبدالعزيز -طيب الله ثراه- بأن الله سبحانه وتعالى سلَّحه بأسباب النجاح، ورجاحة العقل، والحنكة، والمشاعر الجياشة، مع الحزم، وسرعة التدبير، والقرار الحكيم، ولو لم تكن هذه صفاته ما استطاع أن يغزو العقول والقلوب قبل إقدامه على دخول المعارك، فقد أدرك -طيب الله ثراه- عظم مهمة القائد وعظم المسؤولية الملقاة على عاتقه. أبناؤه من بعده كانوا أوفياء له فراس بن سعد أبو دجين: يظل وفاء وإخلاص أبناء المغفور له -إن شاء الله تعالى- البررة الكرام الذين صاروا على نهج والدهم -طيب الله ثراه- ابتداء من الملك سعود ثم الملك فيصل ثم الملك خالد ثم الملك فهد ثم الملك عبدالله -يرحمهم الله- أحد عوامل البناء والتقدم والرقي الحضاري الذي يعيشه وطننا الحبيب حتى هذا العهد الميمون عهد الرؤية السعودية 2030 بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -حفظهما الله- حيث حرص الجميع على إكمال مسيرة والدهم لتثبيت دعائم هذا الوطن العزيز في جميع ميادين التطور والتقدم. سيرته إثراء للتاريخ عبدالله بن حزام القحطاني قال: إن سيرة وإنجازات الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- لا تُحصر ولا توجز في سطور، لأن سيرته إثراء للتاريخ. وسيظل صنيع الملك المؤسس تاجا في تاريخ وطننا الكبير المملكة العربية السعودية ووسام على صدور كافة أبنائه رجالاً ونساء. ولايسعنا إلا الدعاء بأن يتغمده الله بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته، كما نسأله -جلّ في علاه- أن يوفق خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز لما يحبّ ويرضى، ولكل ما فيه خير ولشعب المملكة العربية السعودية وللأمتين العربية والإسلامية.