يهمني مشاركة أسرتي الغالية في مصابهم بفقدان أحد رجالات الأسرة المعروفين علي بن عبدالعزيز العلي الغفيلي بعد سنوات قليلة من تقاعده من العمل، نسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته وأن يجازيه بالحسنات إحساناً وبالسيئات عفواً وغفران هو ووالدينا وجميع موتى المسلمين الذين آمنوا بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد نبياً ورسوله وماتوا على ذلك. والموت هو سنة الله في خلقه أجمعين يستوي في ذلك الحاكم والمحكوم والصغير والكبير والغني والفقير والإنسان بطبيعته يحب الحياة ويكره الموت: ومصداق ذلك في قوله تعالى: {قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} (سورة الجمعة 8). وعزاؤنا الحار لأهل الفقيد وأبنائه وجميع أقاربه ومعارفه وعموم أسرة الغفيلي الغنية عن التعريف، سائلين الله ألا يري الجميع أي مكروه في عزيز عليهم وأن يلهمهم الصبر على هذا المكروه والرضا بقضاء الله وقدره للظفر بما بشر به عباده الصابرين بقوله: {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ}، وخير ما نوصي به كل المحزونين على فراقه وأخص أبناءه بكثرة الترحم عليه والدعاء له حتى لا ينقطع عمله الصالح بوفاته أخذاً من قول المصطفى صلى الله عليه وسلم إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث وذكر أو ولد صالح يدعو له. وهذه حال الدنيا تجمع وتفرق الأهل والخلان والمعارف والجيران والأقارب والخلان والبقاء والخلود لخالق الوجود وحده: وتصديق ذلك في قوله تعالى: {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ}. وفي قوله تعالى مخاطباً رسوله الكريم: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِندَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ}. ** **