أكتب هذه السطور المتواضعة معزياً أسرة الفلاح المعروفة في محافظة الرس، أعزيهم بفقد كبير أسرتهم الشيخ صالح العبدالله الفلاح، مشيراً في البداية إلى هذا البيت من الشعر الموصول بهذه التعزية: وأنا شخصياً مصاب بورم غير حميد من هذا القبيل، أسأل الله السلامة والعافية. كما أن الفقيد كانت وفاته موصولة بوباء الكورونا الذي يقول بعض المجتهدين من الفقهاء إن ضحاياه شهداء ولعلهم كذلك وفضل الله واسع. ثم إنني أضيف القول بأن الفقيد -رحمه الله- هو مؤذن جامع عبدالله بن عباس في محافظة الرس أكثر من 40 سنة وتحديداً خلال الفترة من 1395ه حتى 1437ه كان خلالها متحلياً بالمواظبة التي يحمد عليها، كما يحمد له ولإمام الجامع الشيخ صالح العيد -رحمه الله- قيامهما بالإشراف على بناء هذا الجامع وتجهيزه على نفقة المحسنين وهو من أكبر الجوامع في المحافظة وأكثرها ازدحاماً بالمصلين في أيام الجمع والأعياد. أكرر الترحم على الفقيد والدعاء بأن يوسع الله عليه في قبره وأن يجازيه بالحسنات إحساناً وبالسيئات عفواً وغفرانا، هو وجميع موتى المسلمين الذين شهدوا لله بالوحدانية ولنبيه بالرسالة وماتوا على ذلك. وأكرر العزاء لأهل الفقيد وأبنائه وجيرانه وجماعة مسجده ومعارفه وجميع أقاربه بالنسب والمصاهرة، سائلاً الله أن يلهم الجميع الصبر والرضا بقضائه وقدره وهو القائل: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ}. موصياً أبناء الفقيد بصفة خاصة بكثرة الدعاء لوالدهم والترحّم عليه حتى لا ينقطع عمله الصالح بوفاته، أخذاً من قول المصطفى عليه الصلاة والسلام: إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث وذكر أو ولد صالح يدعو له. سائلاً الله أن يحفظ الجميع بحفظه وأن لا يريهم أي مكروه في عزيز عليهم وأن يكونوا بالنسبة لفقيدهم ممن استبقتهم ذريتهم بإحسان. وهذه حال الدنيا تجمع وتفرِّق الأهل والخلان والأقارب والمعارف والجيران والبقاء والخلود لخالق الوجود سبحانه القائل: {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ}. ** **