لست من الذين يذهبون إلى الأسواق إلا عند الحاجة لشراء سلعة ما، وخصوصاً المجمعات التجارية الكبيرة. الأسبوع الماضي ذهبت لأحد المجمعات التجارية في الرياض لشراء غرض محدد، ولفت انتباهي أن الكثير من البائعين في المحلات التجارية الصغيرة والكبيرة هم من فئة السيدات السعوديات. بل لا أبالغ إن قلت إن الغالبية العظمى هن بائعات سعوديات، والرائع في الأمر أنهن مدربات على مهنة البيع التي يقمن بها، ولاحظت ذلك الأمر عند دخولي لعدد من المحلات وسؤالي عن ما أريد شراءه. إن خلق وإيجاد مثل هذه الأعمال للمرأة أمر رائع ويسد كثيراً من الحاجة للوظائف، وأعجبني حماس وقدرة السيدات على إتقان العمليات البيعية وكسب الزبائن للمحلات. وأنا متأكد أن هناك بعض التحديات والعوائق التي تعاني منها أخواتنا البائعات مثل طول مدة العمل ووسائل النقل وضعف الرواتب، ومع الوقت سوف تزول إن شاء الله. ومثل هذه الفرص العملية قد تتطور في المستقبل لأن يتحول البعض من بائعات إلى مستثمرات وملاك لمثل هذه الأنشطة بعد تدربهن ومعرفتهن بأسرار المهنة. ولعلي بهذه المناسبة أعود إلى اقتراح سابق كتبته في أحد مقالاتي بأن يعاد النظر في ساعات عمل المحلات والمتاجر ويحدد بأوقات محددة يراعي فيها ظروف العاملات السعوديات وارتباطهن بأسرهن وبيوتهن، وكذلك النظر في سلم الرواتب الخاص بالبائعات. الحمد لله، نحن الآن نشهد نجاح قرار الحكومة بتأنيث وظائف البيع في المتاجر، وهو ما يؤكد أنه قرار سوف يحد كثيراً من بطالة الإناث.