الأسبوع الماضي ذهبت بصحبة زوجتي لأحد المجمعات التجارية في الرياض. لفت انتباهي في واجهة أحد محال المستلزمات النسائية لوحة كُتب عليها (الدخول للعائلات فقط). استغربت في البداية من تلك اللوحة ومغزاها، وعند دخولنا المحل فوجئت بعدم وجود بائعين، والمحل فيه مجموعة من النساء بعباءاتهن، وهناك رجل مع زوجته. توقعت أن بائع المحل قد خرج وسوف يعود، مع أن المحل كبير، ويحتاج على الأقل إلى خمسة بائعين. لم يحضر لنا أحد، وأثناء تفحُّص زوجتي بعض القطع إذا بسيدة سعودية محتشمة تلبس العباءة والنقاب تقول لزوجتي «هل تحتاجين أي مساعدة؟». استغربت زوجتي، وقالت شكراً، ولكن أين البائعون؟ فقالت أنا وزميلاتي الخمس المتوزعات بأركان المحل (البائعات) ونتشرف بخدمتكم. لحظت علامات الرضا على زوجتي وسعادتها بأن من سوف تساعدها امرأة. أعجبني الموقف كثيراً، وخرجت خارج المحل لأنني أحسست بنوع من الإحراج، ومبلغ إعجابي هو قوة وعزيمة هؤلاء البائعات ودرجة احتشامهن واحترامهن للمشترين. ولعل نجاح مثل تجربة هذا المتجر سوف تشجع آخرين على الإقدام عليها قبل الموعد النهائي المقر من وزارة العمل بخصوص تأنيث المحال النسائية كافة. ولعلي بهذه المناسبة أعود الى اقتراح سابق كتبته في أحد مقالاتي بأن يعاد النظر في ساعات عمل المحال النسائية، ويُحدَّد بأوقات محددة، تُراعَى فيها ظروف العاملات السعوديات وارتباطهن بأسرهن وبيوتهن. وأؤكد أنه بمشيئة الله سوف يُحدُّ قرار تأنيث المحال النسائية من كثير من بطالة الإناث، وسوف تزداد نسبة العاملات.