أجل، لقد فقدت الرس ابنها البار محمد بن صالح الغفيلي ومدير تعليمها السابق عندما كانت الإدارة الثانية على مستوى المنطقة في عدد المدارس التابعة لها، وهو -رحمه الله- أحد أعيان محافظة الرس المعروفين ورئيس لجنة أهالي الرس المخلصين لمحافظتهم والحريصين على متابعة احتياجاتها لدى الجهات المختصة، وأخص مشروعات الطرق ومشروع جامعة الرس التي يعود اهتمام الأهالي بها إلى ذلك الطلب الذي تقدموا به إلى الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- وحظي باهتمامه وبشرهم بقوله «أبشروا يا أهل الرس بما يسركم»، وقد تعثر هذا الطلب لدى وزارة التعليم العالي آنذاك ولا يزال الأهالي وعلى رأسهم الفقيد رئيس اللجنة يواصلون اهتمامهم بهذا الطلب، وهذا ما أكده لي في آخر اتصال هاتفي تلقيته منه ليلة السبت الموافق 18 ذي الحجة الجاري، أي قبل ساعات من وفاته، وهو اتصال مألوف لما يعرفه -رحمه الله- من اهتمامي أنا وزملائي باحتياجات محافظتنا الغالية علينا جميعًا، وهذا الغلا ما هو إلا جزء يسير مما نكنه من الغلا لعموم الوطن ولقيادتنا الرشيدة ولأمير منطقتنا المحبوب الذي كان من المقرر أن يشارك -حفظه الله- في الصلاة عليه. تغمد الله الفقيد بواسع رحمته هو وجميع موتى المسلمين الذين شهدوا لله بالوحدانية ولنبيه بالرسالة وماتوا على ذلك. وعزاؤنا الحار لأسرته الكريمة ولعموم أسرة الغفيلي الغنية عن التعريف سائلين الله أن يلهم الجميع الصبر والرضى بقضاء الله وقدره القائل: {كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ}. سائلين المولى سبحانه أن يجعل الفقيد من الفائزين بدخول الجنة ومن المزحزحين عن النار. وخير ما نوصي به أهله وأبناءه هو كثرة الترحم عليه والدعاء له حتى لا ينقطع عمله الصالح بوفاته أخذًا من قول المصطفى عليه الصلاة والسلام: إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث وذكر أو ولد صالح يدعو له. ولعلهم أعني ذريته أن يكونوا ممن ذكرهم الله بقوله :{وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُم مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ}. نكرر الترحم على الفقيد الغالي وتعزية المصابين بفقده سائلينالله ألا يري الجميع أي مكروه في عزيز عليهم، وهذه حال الدنيا تجمع وتفرق الأهل والخلان والمعارف والجيران، والبقاء والخلود لخالق الوجود سبحانة القائل {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ}. ** ** محمد حزاب الغفيلي - الرس - عضو جمعية البر