أكل صيني خفاشًا، وأُصيب بفيروس كورونا المسبب لمرض (covid19) الذي انتشر بالعالم بفاعلية قوية؛ وهو ما دعا منظمة الصحة العالمية إلى إطلاق مفردة جائحة عالمية عليه، وأدى ذلك إلى توقف جميع الفعاليات بالعالم، منها كرة القدم، فأُوقفت الدوريات والبطولات القارية في العالم؛ فاكتشف الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) والاتحادات القارية والمحلية أنهم في ورطة وأزمة مالية لم تكن في الحسبان؛ فعقدوا الاجتماعات، واستعانوا بالخبراء القانونيين للخروج من هذا المأزق. نعم، مأزق رواتب اللاعبين المحترفين وحقوق الرعايات والنقل التلفزيوني.. إلخ، خاصة أن الأندية والاتحادات فقدت دخلها اليومي والأسبوعي والشهري من جراء وقف النشاط الرياضي. كل ما ذُكر أعلاه يعلمه الجميع، وليس بجديد، ولكن الجديد هو أن هذه الجائحة كشفت هشاشة وضعف منظومة كرة القدم في العالم التي لم تحتَط لمثل هذه الحالات في أنظمتها وعقودها؛ فكان حريًّا بخبراء الفيفا تضمين مواد إلزامية في أنظمتهم، تكون مرجعًا لكل اتحاد أو نادٍ لمعالجة مثل هذه الحالات القسرية التي تؤدي إلى توقف النشاط الرياضي، ليس فقط بسبب جائحة بل في حالات كثيرة، وقد تتسبب في إيقاف النشاط الرياضي في العالم أو في قارة أو حتى بلد، مثل الكوارث الطبيعية والحروب وخلافها. وأعتقد مستقبلاً بعد زوال هذه الجائحة - كفانا الله شرها - أن الفيفا والاتحادات القارية والمحلية ستُضمّن أنظمتها وعقودها بنودًا تنص على تعليق رواتب اللاعبين المحترفين ومطالبات شركات الرعايات والنقل التلفزيوني بالتعويضات في حالة حدوث توقف قسري للنشاط الرياضي لسبب خارج عن سيطرتها على مستوى العالم، أو في قارة ما، أو أي بلد؛ وهو ما يعني أن فترات التوقف القسرية لن تُحتسب من المدد الزمنية للعقود جملة؛ فمن الظلم أن تحمل الأندية والاتحادات تبعات أحداث لا علاقة لها بها. ولكن كل هذا سيحدث بعد خراب مالطا؛ فقد عرت لنا «كورونا» منظومة كرة القدم العالمية، وتبيّن أن القائمين عليها منذ القدم حتى وقتنا الراهن لم يأخذوا بكل السبل لحماية صناعة كرة القدم في العالم من الانهيار، وهي قد باتت على حافة الهاوية في الوقت الراهن بسبب هذا الفيروس. نعم، منظومة كرة القدم العالمية باتت تحتاج إلى إدارة أكثر عمقًا وحصافة من المتاح لها في الوقت الراهن؛ فقد أصبحت جزءًا من حياة البشر، بل من اقتصاد العالم. ** **