بعد مائة عام سوف يبحث الناس في محركات البحث الإلكترونية أو المراجع والكتب، وكذلك الصحف، عن ماذا فعلت جائحة فيروس كورونا في العالم، وآثار تداعيات هذه الجائحة على المجتمع، التي بدأت فعليًّا في شهر يناير من عام 2020م، وتحديدا في الصين، وكان يعتقد الناس أنه فيروس صيني الصنع والمكان، وفجأة، وبدون مقدمات، انتشر إلى بقية دول العالم بشكل سريع، أشبه بسرعة البرق؛ إذ تجاوزت حالات الإصابة بجائحة فيروس كورونا عدد المليون حالة على مستوى العالم؛ وتغيَّرت موازين الكثير من الأشياء، بل قلبت الدنيا رأسًا على عقب؛ إذ ألزمت الناس بالبقاء في بيوتهم، والاهتمام بصحتهم أولاً، وترك بعض الممارسات غير الصحية، واتباع الإجراءات الاحترازية للوقاية من فيروس كورونا. ولا ننسى أن المملكة العربية السعودية قامت بجهود عظيمة للحد من انتشار هذه الجائحة العالمية «فيروس كورونا»، من خلال وضع حزمة كبيرة من الإجراءات الاحترازية للحفاظ على صحة المواطن والمقيم؛ باعتبار أن الإنسان وحياته وصحته تأتي في المقام الأول، وبوصفها أهم الأولويات. هذا من جانب. من جانب آخر، وعلى الصعيد الرياضي، سجِّل يا تاريخ أن «فيروس كورونا» ضرب الروزنامة الرياضية العالمية في الموسم الرياضي الحالي؛ وتأجَّلت الكثير من البطولات والمسابقات الرياضية؛ فتأجل أكبر حدث رياضي أولمبي على مستوى العالم، هو «أولمبياد طوكيو 2020»؛ إذ كان من المقرر إقامته في العاصمة اليابانية طوكيو في شهر يونيو القادم، وقرّرت اللجنة الأولمبية الدولية تأجيلها إلى العام المقبل في شهر يونيو. وكذلك بسبب جائحة فيروس كورونا تأجّلت الدوريات الأوروبية الكبرى حتى إشعار آخر؛ فتأجل الدوري الإنجليزي والدوري الإسباني والدوري الألماني والدوري الفرنسي والدوري الإيطالي، وكذلك بقية الدوريات على مستوى العالم، وقرر الاتحاد الدولي لكرة القدم في اجتماع مجلس الفيفا الأخير عبر توصياته تمديد عقود اللاعبين المنتهية أو التي شارفت على الانتهاء في هذا الموسم الحالي قبل حدوث أزمة فيروس كورونا إلى نهاية الموسم الرياضي بعد استئنافه، كما أن الكثير من الأندية الرياضية على مستوى العالم قررت تخفيض رواتب لاعبيها بالاتفاق معهم، كمبادرة جميلة بالتعاون مع الأندية، والوقوف معها؛ لذلك رأينا موقفًا رائعًا من مدرب نادي الهلال «بطل آسيا» الروماني لوشيسكو رازافان بالموافقة مع نادي الهلال على تخفيض راتبه بنسبة 50 % لمدة أربعة أشهر، وهي فترة توقُّف الدوري بسبب جائحة فيروس كورونا. ولكن حتى الآن لا نعلم متى سوف تُستأنف الدوريات العالمية، وتحديدًا الدوري السعودي. وهناك توقعات ببدايته في شهر يوليو القادم، أي بعد شهر شوال القادم، أي بعد شهرين من الآن. هذه توقعات؛ لذلك رأينا بعض اللاعبين والمدربين الأجانب قرروا المغادرة خلال هذه الفترة، والعودة قبل موعد الاستئناف؛ لأن عودة الدوري متوقفة على انحسار جائحة فيروس كورونا المتفشية حاليًا على مستوى العالم؛ إذ ما زالت الأبحاث الطبية تبذل جهودًا كبيرة لإيجاد لقاح أو عقار أو دواء، يقضي على هذا الفيروس الخطير؛ وترجع الحياة الطبيعية كما كانت سابقًا.