دعا الاتحاد الدولي لكرة القدم «FIFA» الأندية واللاعبين للتوصل إلى اتفاقات بشأن تخفيض الرواتب في فترة توقف المنافسات بسبب فيروس كورونا، موصيا بتمديد عقود اللاعبين لما بعد نهاية يونيو في انتظار نهاية الموسم الكروي، مع ما يتطلبه ذلك من تأخير فترة الانتقالات. وكشف مصدر مقرب من FIFA أن الاتحاد الدولي طلب من الأندية واللاعبين إبرام الاتفاقات بشأن الرواتب، وأوصى بتمديد العقود حتى نهاية الموسم الكروي بحال استئنافه، وذلك في مجموعة توجيهات أعدها بالاتفاق مع الاتحادات القارية، تشمل تأجيل فترة الانتقالات أيضا. مرونة أكد الاتحاد الدولي رغبته في إظهار «مرونة» في ظل الأزمة الراهنة التي دفعت إلى تعليق مختلف النشاطات وتأجيل أو إلغاء مواعيد كبيرة كانت مقررة في صيف 2020، لاسيما أولمبياد طوكيو ونهائيات كأس أوروبا وبطولة كوبا أميركا لكرة القدم، إلى صيف العام المقبل. ورأى الفيفا الذي يتخذ من مدينة زيورخ السويسرية مقرا له، أن الجائحة تتسبب ب«تأثير كبير» على عائدات الأندية، وأن على كرة القدم كما القطاعات الأخرى «إيجاد حلول عادلة ومتوازنة للطرفين». اتفاقات وحلول أوضح FIFA في توجيهاته أنه يحض الأندية واللاعبين على العمل معا للتوصل إلى اتفاقات وحلول خلال فترة توقف (منافسات) كرة القدم. وتابع «في حين أن الأساس بالنسبة إلى الأطراف المعنيين على المستوى الوطني هو إيجاد حلول تتناسب مع ظروف بلادهم، يوصي فيفا بالنظر إلى كل الظروف من منظار متساوٍ يشمل ماهية الإجراءات الحكومية المعتمدة لدعم الأندية واللاعبين، وما إذا كان يجب تأجيل الدفع (الرواتب) أو خفضها، وما يمكن لشركات التأمين أن تغطيه». عدة اعتبارات بين الاتحاد الدولي أنه بحال عدم توصل الأطراف لاتفاق ورفعت المسألة إليه، فهو سينظر في الأمر بناء على اعتبارات هي «ما إذا قام النادي بمحاولة جدية من أجل التوصل لاتفاق مع اللاعبين، ماهية الوضع الاقتصادي للنادي، تناسبية أي تعديل في عقود اللاعبين، الدخل الصافي للاعبين بعد أي تعديل في العقود، وما إذا تم التعادل مع اللاعبين بالتساوي أم لا». ورأى الاتحاد الدولي أنه «من خلال هذه الطريقة، يأمل FIFA أنه سيكون قادرا على إيجاد حلول عادلة ومتوازنة لصالح الطرفين». سلطة معنوية أوضح مصدر مقرب من FIFA أن تنفيذ التوصيات يبقى مرتبطا بالأطراف المعنية والقوانين المحلية والعقود التي تنظم العلاقة فيما بينهم، لكنها «مهمة وكانت منتظرة نظرا للسلطة المعنوية القوية التي يتمتع بها الاتحاد». وكان الاتحاد الدولي قد شكّل منذ ال18 من مارس الماضي، مجموعة عمل لدراسة تبعات أزمة فيروس كورونا على كرة القدم. وتجد اللعبة الشعبية الأولى عالميا نفسها، كما العديد من الرياضات الأخرى، أمام تحديات غير مسبوقة لاسيما لجهة الغموض الذي يكتنف أي موعد محتمل لاستئناف نشاطات الموسم الحالي، مع لجوء مختلف البطولات الوطنية والقارية والدولية إلى تعليق منافساتها حتى إشعار آخر، إلى حين تسمح الظروف الصحية العالمية بمعاودة النشاطات الرياضية. العقود والانتقالات تطرق الفيفا في توجيهاته إلى نقطتين أساسيتين تتعلقان بعقود اللاعبين والانتقالات الصيفية التي عادة ما تفصل بين موسمين منصرم ولاحق. وفي شأن النقطة الأولى، أورد FIFA أن عقود اللاعبين عادة ما تنتهي مع نهاية الموسم، وفي ظل التعليق الراهن للمنافسات في غالبية الدول، بات من الواضح أن الموسم لن ينتهي في الموعد الذي افترضه الجميع. وتابع «لذلك يقترح أن يتم تمديد العقود إلى موعد انتهاء الموسم فعليا»، موضحا أن «مبدأ مماثلا يرتبط بالعقود التي كان من المقرر أن تدخل حيز التنفيذ مع بدء الموسم الجديد، ما يعني تأجيل تنفيذها إلى حين موعد البداية الفعلية» لموسم 2020-2021، كما يطال ذلك عقود الإعارة التي تنتهي أيضا بختام يونيو. أما فترة الانتقالات التي تفتتح بعد نهاية الموسم وتمتد بحد أقصى إلى بدايات الموسم الجديد، فرأى FIFA أنه «من الضروري تعديل الموقف التنظيمي المعتاد ليأخذ في الاعتبارات الظروف الراهنة. لذلك، سيظهر الفيفا مرونة ويفسح في المجال أمام نقل فترة الانتقالات المذكورة لتصادف بين نهاية الموسم القديم وبداية الموسم الجديد».