استحوذت أحاديث رئيس نادي شيفيلد يونايتد الإنجليزي الأمير مساعد بن خالد على تفاعل نسبة كبيرة من الرياضيين بعد تأكيده بأن اللاعب السعودي لازال غير مؤهل للعب والمشاركة في البريميرليغ، رافعا بآرائه شعار الواقعية ورافضا الدخول في متاهات الأمنيات والمجاملات ! الرئيس الشاب حامل شهادة الماجستير من معهد الأسطوري «يوهان كرويف»، وصانع النجاحات مع فريق العمل في الفريق الإنجليزي العريق «شيفيلد» بقيادة الاستثماري البارز والقيادي الناجح الأمير عبدالله بن مساعد.. لم يكن حديثه في صحيفة الرياض صادماً لي على أقل تقدير وفي تصوري أن دخوله في الأجواء الاحترافية الحقيقية كشفت له بعض الأسرار التي يجهلها أو يتجاهلها بعض صناع القرار ويدفعهم الحماس للمراهنة على بعض الأسماء والمراهنة عليها في دوريات كبرى رغم فارق الإمكانات الشاسع! لن أخفي وجود نجوم سعوديين في ملاعبنا يقدمون عطاءات رائعة ومستويات مقنعة للجماهير وللأجهزة الفنية التي تتعاقب على أنديتنا ومنتخباتنا .. بل تمتلك بعض فرقنا نجوما قادرين على صناعة المتعة والدهشة أحيانا .. ولكن كل ذلك ليس كافيا ولايعني وصولهم للجهوزية الكاملة للاحتراف في أقوى الدوريات وتمثيل أعرق الأندية .. التكلفة لازالت باهظة .. المشوار لازال طويلاً .. الرهان سيبقى على التأسيس والفكر .. وهنا يتوقف المشروع ويتحطم بكل أسف! لن نتقدم خطوة بأحلامنا في هذا الملف إلاّ بإعداد جيل ناشئ مختلف تماما.. يبدأ خطواته الأولى في كرة القدم بشكل ممنهج.. قد يتأخر قطف الثمار .. ولكن بمحاكاة التجارب الناجحة سنصل إلى أهدافنا، علينا فقط أن نصارح أنفسنا ... ماهي أخطاؤنا؟ وهل العمل المبذول خلال العقود الماضية في الفئات العمرية يوازي الطموحات؟ وماهي العقبات التي عطلت مسيرة العمل؟ وهل لرحيل الاتحادات المتكرر وتغيير اللجان سبب في انهيار الأفكار وتدمير المشاريع؟ ثمة أسئلة تستحق أن تطرح على طاولة المسؤول بحضور المتخصصين لإيجاد الإجابات أو «خارطة الطريق» التي سترسم استراتيجية متينة تنطلق منها الكرة السعودية في ملف احتراف اللاعب خارجيا.. ويتكون منها جيل يفهم معنى كرة القدم بشكل مغاير ويدرك الاحتراف بمفهومه الحقيقي ويتجنب الوقوع في أخطاء تنهيه مبكراً وتنسف موهبته.