تابع الوسط الرياضي بشغف الأسبوع الماضي المنافسة المحتدمة على استثمار ملعب جامعة الملك سعود بين الغريمين الهلال والنصر.. حيث قدَّم الهلال عرضه بشكل احترافي كما هي عادة الهلاليين في كل خطواتهم.. بينما مارس الطرف النصراوي أيضاً كالعادة الصراخ في كل قضية يكون طرفاً فيها! هذه المرة جاء الاحتجاج النصراوي عبر رئيسه، والذي كنا نعتقد أنه سيعيد الهدوء والانضباط للخطاب النصراوي، إذ تعودنا وعبر تاريخ إدارات النصر المتعاقبة التزامهم بسياسة الصراخ والاحتجاج وذلك للتأثير على الجهات المسؤولة، أو لامتصاص غضب الجماهير في كل إخفاق يتعرّض له الفريق. لا أعتقد أن الرئيس السويكت كان بحاجة لممارسة هذا الدور ولا أظنه يناسبه، لكن الأمر يبدو وكأنه لا يمكن لأي رئيس لنادي النصر أن يتخلَّى عن هذه السياسة ما دام الجار الأزرق يهيمن على الإنجازات والمكتسبات والبطولات. تذكّرت وأنا أتابع هذا الصراع بين الفريقين على الفوز بملعب الجامعة ردود أفعال النصراويين من اللحظة التي أعلن فيها الهلال عن عقده الاستثماري للملعب في أكتوبر من عام 2017م لمدة ثلاث سنوات، وكيف كانت البداية بالسخرية من هذا المنجز ومحاولة التقليل منه، مروراً بمطالباتهم العام الماضي بسحبه من الهلال بحجة أنه مرفق حكومي ويجب أن يستفيد منه الجميع، وانتهاءً بالقتال باستماتة لكسبه، وما صاحب ذلك من تشكيك في مؤسسة تعليمية لها قيمتها العلمية والأدبية في أوساط المجتمع السعودي. في نهاية المطاف لم تفلح الإدارة النصراوية في تقديم عرضها والدخول في المنافسة. وهذا ما يفسر هذا الخطاب الانفعالي الذي دأبت الإدارات النصراوية على افتعاله بصورة متكرِّرة كلما وجدت نفسها عاجزة عن مجاراة الهلال! وبذلك اقتصرت المنافسة على عرضي شركة الهلال وشركة الوسائل. من الواضح جداً أن النصراويين يتابعون الهلال ويعدّون خطواته في محاولة لتقليده، رغم أن الهلال يبتعد عنهم بفارق سنة ضوئية ليس في البطولات فحسب، بل حتى خارج الملعب، وقد نصحهم ذات يوم الكاتب النصراوي محمد الدويش حين قال في لحظة تجلٍّ (قلّدوا الهلال.. فليس عيباً أن تقلّدوا الناجحين)، لكن ذلك يجب أن يكون باعترافك بنجاحاته والأخذ بأسباب النجاح لا التقليل منه وتوزيع الاتهامات وإحداث الفوضى في الوسط الرياضي. بغض النظر عن نتيجة المنافسة وهل سيحتفظ الزعيم الهلالي بمحيط الرعب أم لا، أرى أنه بات على الهلاليين التفكير بشكل جدي بإنشاء ملعبهم الخاص.. فمن الظلم أن يكون ناد بهذه الجماهيرية الطاغية، وهذا العشق الكبير ولا يمتلك ملعباً! وقد سبق أن طرحت فكرة إنشاء ملعب بتمويل هذه الجماهير أو المشاركة بنسبة من هذا التمويل في إحدى مقالاتي.. وأثق أن هذه الجماهير متى ما وجدت مشروعاً متكاملاً فلن تبخل على هذا الكيان. نقطة آخر السطر كان لقرار رفع تعليق النشاط الرياضي من قبل وزارة الرياضة، وقرار استئناف الدوري من قبل الاتحاد السعودي أثر كبير في بث الطمأنينة في نفوس الرياضيين وشعورهم أن الرياضة في أيد أمينة، وانتصارًا للعدالة وتكافؤ الفرص بين المتنافسين. الآن على الجميع أن يقدِّم ما لديه في سباق تنافسي شريف.. سنستمتع به ونصفق لمن يحسم هذا الصراع ونبارك له.