انتقل إلى رحمة الله يوم الأحد 26/8/ أحد أعيان مدينة بريدة ووجهائها المحسن الشيخ عبد الكريم بن عبد العزيز بن إبراهيم الجاسر. نشأ الشيخ في مدينة بريدة في بلدة الشقة شمال غرب مدينة بريدة لأن والده كان يهتم بتربية المواشي وكانت بلدة الشقة غنية بالمراعي. تعليمه ثم انتقل إلى مدينة بريدة للدراسة ودرس فيها المرحلة الابتدائية والمتوسطة ، أما المرحلة الثانوية فدرسها في المعهد العلمي. وأكمل دراسته الجامعية بعد ذلك في كلية اللغة العربية بالرياض وحصل على الشهادة الجامعية عام 1387ه. حياته العملية عمل للمرة الأولى في مكتب الضمان الاجتماعي في مدينة بريدة، بعدها التحق بالعمل الخاص فعمل في شركة ببسي كولا الجميح مراقب مبيعات براتب لا يتجاوز 600 ريال مع عمولة حوالي 500 ريال. وبعد فترة بسيطة انتقل إلى العمل الإداري وعمل ادراياً ثم تنقل بالمناصب حتى وصل إلى منصب مدير مصانع الجميح وفي عهد رئاسته احتلت المصانع مراكز عالمية مرموقة وحصلت المصانع على شهادات عالمية. ذهب إلى أمريكا عدة مرات لاستلام هذه الجوائز من شركة كوكا كولا الأمريكية فاستمر بالعمل في شركة الجميح حوالي 32 سنة رفع خلالها المبيعات من 12 ألف كرتون في السنة إلى 40 مليون كرتون بالسنة. أعماله التجارية وجد الشيخ ميوله للتجارة بعد حصوله على الشهادة الجامعة بدءاً بعمل القطاع الخاص مما يعطي الإنسان فرصة في تطوير نفسه وكسب الكثير من المهارات الإدارية والمالية. واللافت للنظر هو بالرغم أن تخصصه لغة عربية إلا أنه أدار الكثير من المصانع واكتسب الكثير من المهارات الإدارية وهذا دليل على أن الإنسان لا يحصر نفسه في تخصصه بل يبحث عن المهارات الموجودة في داخلة فربما يملك كنوزا خفية في نفسه. شركة الجاسرية للتقسيط؟ وجد الشيخ أن العمل في مجال التقسيط مربح، ومن أنجح الأعمال، ولذا قرر إقامة الشركة وأخذ على نفسه تعهدا بألا يمارس أي عمل أثناء عمله الرسمي مع شركة ببسي كولا، ولذا عين مديرا عاما لشركة الجاسرية وعين أحد أبنائه مساعداً له ولما تقاعد عام 1419ه باشر عمله بشركة الجاسرية. عضويته في مجلس إدارة الصناعات الحربية تم تعيين الشيخ من قبل الملك فهد- رحمه الله- عضواً في مجلس الإدارة بسبب بروز اسمه في العمل التجاري والصناعي واستمر لمدة ثلاث سنوات في هذه العضوية. سبتية الشيخ عبد الكريم الجاسر عبارة عن صالون أدبي في كل يوم سبت وقد استضاف الكثير من هيئة كبار العلماء ورجال الدولة والأكاديميين والشعراء والعديد من شرائح المجتمع. هواياته منها القراءة والسفر فزار الكثير من البلدان أمريكا والدول الأوروبية كلها ويزداد إعجابه بجنوب أفريقيا لوفرة الصيد بها فهو من محبي الصيد. أعماله الخيرية أنشأ مع مجموعة من أهالي بريدة الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام في بريدة عام 1429ه وهي فكرة قام بها مجموعة من الإخوان وعقد الاجتماع الأول في نفس السنة وتم ترشيحه كرئيس لمجلس إدارتها من قبل أعضاء مجلس الإدارة وخلال عمله بها كرئيس قدم الكثير فقد أقام الجمعية من الصفر بكامل احتياجاتها الإدارية والمالية والجمعية الآن ترعى العديد من الأيتام بمدينة بريدة ولديها أوقاف استثمارية تصرف عليها. إنشاء مبرة لإقراض راغبي الزواج قبل حوالي أربعين سنة برأس مال قدره مليونا ريال أدار جمعية البر في بريدة ثم انتقل إلى جمعية أسرة حسب التخصص، وقد استفاد منها عدد كبير من الشباب يزيد عن ألف شاب. قام ببناء دار الإيواء للمسنين ممن ليس لهم عايل بتكلفة ثلاثة ملايين وخمسمائة الف ريال قبل عدة سنوات. أقام مبنى وقف للمستودع الخيري بالشماس بتكلفة مليون وخمسمائة ألف ريال. دعم معظم الجمعيات الخيرية بالقصيم. دعم جمعية تحفيظ القرآن لعدة سنوات بمبالغ مختلفة. مساهمته في المناسبات التي تخص مدينة بريدة ودعمها مادياً وبالحضور الدائم كأحد أعيان بريدة. دعم جمعية رعاية أسر السجناء ومساعدة الكثير من المحتاجين حتى أصبح اسمه مشهورا في هذه المجالات. أنشأ دار الوفاء للمسنين في بريدة. شارك مع مجموعة من رجال أعمال بإنشاء شركة طبية في بريدة تعمل في المجال الطبي باسم الشركة الطبية الأهلية (سلامات). ساهم مع عدد من رجال الأعمال في إنشاء المستشفى الوطني (ببريدة). فرحم الله الشيخ عبدالكريم بن عبدالعزيز الجاسر الذي توفي يوم الأحد الموافق 26-8-1441ه بمدينة الرياض. ** **