(بصراحة) لا نملك إلا الدعاء والتضرّع إلى رب العباد أن يرفع الضرر ويزيح ما حلَّ بالأمم، فقد سلَّط الله علينا جندياً من جنده استطاع أن يشل الحياة كاملةً من جميع النواحي حتى دور العبادة أقفلت والمساجد أغلقت وفي الأذان يطلب الصلاة في البيوت ولا حياة عامة لا تجارية ولا اقتصادية ولا اجتماعية ولا رياضية كل شيءً توقف بقدرته سبحانه لا تواصل بين العالم فقد توقف السفر والترحال وتوقفت الرحلات والأسفار حتى وصل الأمر إلى منع التجوال في معظم دول العالم إن لم يكن جلها لقد تدهور كل شيء في الحياة وأصبح الجميع في منزله لا بيع ولا شراء لا عمل ولا استرخاء، الكل يفكر وينتظر إلى أن نحن سائرون أخباراً تتلاطم من كل جانب لا صوت يعلو فوق صوت الأطباء والإحصاءات المهولة والصادمة من المصابين والمرضى والأموات، إنه فقط وقت يتطلب فيه الكثير من الصلوات والدعوات والرجوع إلى الله ليزول هذا الابتلاء كثيراً منا عاش بين أربعة إلى ستة عقود من العمر وعاش وتعايش مع كثير من الأزمات و الكوارث والمصائب والحروب ولكن لم يصل أو يشاهد ما يشاهده اليوم لم تصل الأمور مطلقاً إلى منع التجول وإغلاق المساجد ومنع الاختلاط وإغلاق الصروح التعليمية والجامعات حتى المستشفيات لم تعد ترحب بالمريض أو الزائر إلا حامل وباء كورونا، ما حلَّ بالعالم هو بلا شك ابتلاء من الله وهو أحكم الحاكمين سبحانه فجعل الديانات تتحد والعالم يقف صفاً واحداً في وجه ما حلَّ بهم، لقد ترك العالم بكامله وسائل الترفيه والمتعة والرياضة والتجارة واتجه الجميع يناجي ربه ويدعو ليلاً و نهاراً أن يرحم العباد والبلاد إنه على كل شيء قدير، فهل تتعظ الناس وتكون أقرب إلى أوامر ربهم و يكون ما حلَّ درساً وموعظة وتنبيهاً وإنذاراً أخيراً للجميع وبخاصة الذين استباحوا حياة الناس وقتل الأطفال وزرع الفتن وقذف المحصنين والتعرَّض للأنبياء والصالحين، هل يكون ما حلَّ بالأمه تذكيراً لمراجعة النفس ورفع الظلم واحترام البشر والخوف من الله الذي لا يقف في وجهه أي شيء مهما كان جبروته، فهو سبحانه هازم الأحزاب وإن أراد شياً إنما يقول له كن فيكون. نسأل الله العظيم بصفاته وأسمائه أن يرحمنا ويرفع الضرر عنَّا ويهدينا ويغفر ذنوبنا إنه على كل شيء قدير. نقاط للتأمل - لا نملك إلا الشكر لله أولاً ومن ثم لولاة أمرنا الذين كانوا أحرص منَّا على أنفسنا بعزلنا وحمايتنا وإبعادنا بعد توفيق الله عن مخالطة من يحمل فيروس كورونا سريع الانتقال والانتشار، فقد أمرت قيادتنا الحكيمة منذ الأيام الأولى بإغلاق الأجواء والمطارات والموانئ والطرقات قبل أن تغلق المساجد والمطاعم والكافيهات وتمنع التجمعات، فأسأل الله أن يجعل هذا في موازين أعمالهم وأن يطيل في أعمارهم لما تحب وترضى يا رب العالمين. - مناشدة عدد كبير من المدربين والمسؤولين الأجانب حكومات وقيادات بلدانهم أن يحذوا ويتعلموا من القيادة السعودية الطريقة المثلى والمثالية لحماية مواطنيها ومن على أراضيها إلا شهادة حق جعلت العالم بكامله يتحدث عن المملكة وطريقة تعاملها حتى أصبح الكل يضرب بها المثل ويطالب بلاده وحكومته بالاقتداء بالقيادة السعودية الحكيمة. - التوجيهات الكريمة لجميع ممثلات المملكة الخارجية من خلال السفارات والقنصليات بالاهتمام والرعاية الكريمة لكل مواطن علق أو انقطعت به السبل للعودة للوطن خلال هذه المحنة وهذا ليس بغريب ولم يكن يوماً مستغرباً من قيادتنا وولاة أمرنا الذين جعلوا المواطن السعودي الأول في كل شيء من اهتمام ورعاية وحماية وما شاهده العالم للطلبة والمواطنين في جميع أنحاء العالم إلا شيء بسيط ولكنه معبر يرفع رأس كل مواطن ويحمد ربه أنه مواطن سعودي. - حقيقة استغرب جداً ممن يتساءل ويطرح بعض الاستفسارات حول عودة الحياة إلى طبيعتها وعودة النشاطات المختلفة إلى مزاولة وضعها الطبيعي ووضع عدة احتمالات وسينريوهات لكل مجال فالأمر بيد الله سبحانه وتعالى ولا نعلم ماذا تخفي لنا الأقدار وكل ما نملك أن ندعو الله أن يزيل هذه الغمة قبل الشهر الكريم لنعود لعبادته في بيوته وأن يشفي كل مريض وهو قادر على ذلك سبحانه وتعالى. خاتمة وعلى الوعد والعهد معكم أحبتي عندما أتشرَّف بلقائكم كل يوم جمعة عبر جريدة الجميع «الجزيرة»، ولكم محبتي وعلى الخير دائماً نلتقي.