ربما من تبعات كورونا وتداعياته على العالم، اكتشاف هشاشة القارة العجوز أوروبا، وتساهلها في التصدي مبكرًا لانتشاره، وعدم اتخاذ قرارات سريعة وحاسمة تجاه تنقلات المواطن الأوروبي بين دول أوروبا، وكذلك حالات نقص في بعض المواد، مما جعل دول الاتحاد الأوروبي تخل باتفاقات التضامن العالمي ومفاهيم الإنسانية التي نادوا بها، الأمر الذي جعل الرئيس الصربي يتحدث بمرارة بأن بلاده لا تستطيع استيراد البضائع من أوروبا بسبب قرارات الاتحاد الأوروبي، حيث أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية بأنه من غير المسموح لصربيا وغيرها استيراد المعدات الطبية من الاتحاد الأوروبي، والمحزن أن هذا القرار جاء ممن يرسلون الإملاءات لصربيا والدول خارج الاتحاد الأوروبي بأنه لا ينبغي شراء البضائع من الصين، ويفرضون عليهم تعديل شروط المناقصات بعدم الأخذ بالسعر الأقل، وإنما بالجودة الأعلى، أي من أوروبا، فها هم ينقلبون على تعليماتهم، وعلى إنسانيتهم المزعومة، ويغيرون قواعد اللعبة بأنانية مفرطة، لتتكشف ادعاءات الغرب وأكذوبة إنسانيته، كل ذلك يحدث مقابل نجاحات الصين في التغلب على الوباء من جهة، وفتح أسواقها واستعدادها لدعم العالم. يقول الرئيس الصربي.. لدينا الكثير من الأمل، بالطرف الوحيد الذي يستطيع أن يساعدنا في هذا الظرف الصعب، جمهورية الصين الشعبية، ليرسل من التلفزيون الصربي الرسمي رسالة إلى الرئيس شي جي بينغ طلب فيها المساعدة في مجال التقنية والمواد الطبية، فأجابه المتحدث باسم الخارجية الصينية، بأن الصين ستقف بحزم مع الشعب الصربي، بإرسال الخبراء والمواد والإمدادات الطبية، وهذا الموقف الصيني سيعزز موقفها الإنساني العالمي، وسيصنع لها مكانة أكبر خلال عقد ثلاثينات هذا القرن التي نعيش مطلعها. هكذا جاء الشرق مجددًا يخطف الراية من الغرب، ويقود العالم نحو مستقبل جديد.