لا يمكن أن تدفع وزارة الصحة (مبالغ مالية) ليتفاعل مشاهير ونجوم منصات التواصل الاجتماعي مع جهود الدولة في الحد من انتشار (فيروس كرونا)، أو على الأقل توعية مُتابعيهم ودعوتهم للتقيد بالتعليمات والإرشادات اللازمة، وعدم حثهم على مواصلة الخروج والاختلاط بالناس من خلال المُمارسات اليومية لبعض المشاهير ومقاطعهم التي لم يطرأ عليها تغيّر يُذكر وكأنَّهم غير معنيين أو مُستثنين من تلك الإجراءات، لا أتمنى النظر لهذا الموضوع بمثل هذه (النظرة المادية) الضيّقة التي لم أجد تفسيراً أكثر قرباً لما يقوم به بعض أصحاب تلك الحسابات منها، فهذه ليست (مواد إعلانية) يا سادة يجب أن تتقاضوا مُقابلاً للمُشاركة فيها، وكأنَّ هناك من ينتظر أن يأتيه من يطلب منه القيام بدوره الاجتماعي والإنساني بمُقابل مالي عن طريق المُنسق، إنَّها قضية صحية تهدِّد المُجتمع والإنسانية وعلينا جميعاً أن نكون مُبادرين وسبَّاقين وعلى قدر المسؤولية المتوقَّعة والمُنتظرة، لغة المال هنا (رائحتها نتنة)، ويجب التفريق بين الواجب الوطني والصحي والإنساني والمجتمعي وبين فُرص التكسُّب وجني المال التي تعوَّد عليها بعض مشاهير التواصل الاجتماعي عندما يتم دفع أموال طائلة لهم لتغطية جهود جهة أو الإعلان عن منتج أو المُشاركة في حملة ما، وهذه هي النتيجة -للأسف-. كُنت أتمنى أن يكون تفاعل مشاهير التواصل الاجتماعي مسؤولاً أكثر، ومُنسجماً مع جهود الدولة للحد من انتشار (فيروس كرونا)، للأسف مُعظم المحتوى المطروح لم يتغيّر كثيراً، حسابات قليلة يمكن الإشارة إلى محتواها وتفاعلها المقبول، بينما محتوى السواد الأعظم من حسابات المشاهير لم يتغيّر كثيراً، كأنَّهم (غير معنيين) بما يجري، ولا أعتقد أنَّ أمثال هؤلاء في انتظار من يأتي ليتعاقد معهم ويدفع لهم ليتحرّكوا؟ هم أكبر من ذلك أو هكذا نظن بهم خيراً. الآن ليس وقت عتاب، بل هو تذكير مُحب، الجهود عندما تتكاتف سنحقق ما نأمله ونرجوه جميعاً لوطننا وصحة مُجتمعنا، ولله الحمد العالم اليوم (شعوباً، ومنظمات، ودولاً) ينظرون للسعودية بإعجاب كبير وهي تتخذ تلك الخطوات العملية الجادة والصارمة، والتي سبقت بها حتى إجراءات الأنظمة المتقدّمة عالمياً في المجال الصحي، إنَّها مفخرة تبيِّن قيمة المواطن والمقيم على التراب السعودي الطاهر، وتكتمل هذه الجهود بتفاعل ووعي المجتمع في اتباع الإرشادات والتعليمات الصحية التي يجب نشرها بكل المنصات والوسائل ليكون المشاهير والفنانون هم قدوة المجتمع في البقاء في المنزل وعدم الاختلاط بالآخرين للحد من انتشار الفيروس والقضاء عليه، وليس العكس. وعلى دروب الخير نلتقي.