وصف «إعلامية» الذي اختارته مشهورة السناب شات المخالفة لأنظمة التجميل، سلط الضوء على واقع استغلال الكثير من المشاهير لهذه الصفة وتلك المهنة، بلا حسيب أو رقيب، لتتحول إلى مهنة من لا مهنة له، بل ويصل بهم الحال أن يسحب غير المعتمدين رسمياً وغير المصنفين مهنياً البساط من تحت أقدام أرباب المهنة. وفي كل ساحة ومنبر ومناسبة عامة وخاصة، بات مشاهير التواصل الاجتماعي لا يزاحمون الصحفيين والإعلاميين الحقيقيين فحسب، بل يتصدرون المشهد، وفي الغالب يتقدمون المقاعد وفي بعض الأحيان يستحوذون عليها، والمدهش والمستغرب أن موظفي العلاقات العامة المحسوبين على جهات رسمية وحكومية يفضلونهم على غيرهم، لتصبح مهنة إعلامي وكأنها ألصقت بهم بصفة شبه رسمية، بعدما ارتدوا وشاحها وعلقوا بطاقاتها، ليظل السؤال البديهي: ألا يعد هؤلاء المشهورون من منتحلي المهنة؟ أم أن المهنة في الأساس مطية للغير ومستباحة للكل؟ المحامي ماجد قاروب يرفض ل«عكاظ» استباحة أي مهنة، بالذات مهنة إعلامي، مطالباً بتحديد واضح للمصطلح، وسن قانون لتجريم من ينتحل صفة منتسبي هذه المهنة، شأنهم شأن المهن الأخرى، واستشهد على سبيل المثال بمهن يعاقب عليها النظام بالسجن والغرامة في حال انتحالها مثل مهنة مهندس وطبيب ومحامٍ، بينما يستطيع أي من أصحاب حسابات تويتر وسناب شات تقديم نفسه على أنه إعلامي. وألقى مدير عام صحيفة أنحاء الإلكترونية طراد الأسمري، اللوم على كثير من الجهات الحكومية والخاصة التي تفضل مشاهير التواصل الاجتماعي، وتقدمهم على الصحفيين والإعلاميين المعتمدين في جهات إعلامية رسمية ومعروفة، مما ساهم في بروز وظهور هذه الفئة، ومنحهم صفة الإعلاميين كبديل للإعلام الحقيقي. وقال: «يجب أن يكون الرهان في المرحلة القادمة على المؤسسات الإعلامية الوطنية، وعلى الصحفي الحقيقي، أما مشاهير «السوشيال ميديا» فمع احترامي لبعض الصادقين منهم، إلاّ أن كثيرين منهم للأسف من المنتفعين والوصوليين». وبين أنهم يتعمدون مهاجمة الإعلام السعودي ومؤسساته ورموزه، ليس لحرصهم على الوطن، بل لأنهم يسعون لاختطاف دوره والتنفع عبر إسقاطه، ويجب الحذر منهم، داعياً وزارة الإعلام أن تحكم قبضتها، لتحد من عبث المشاهير وتضع القوانين لردعهم عن العبث باسم الإعلام. ويعتقد نائب رئيس مجلس إدارة جمعية «إعلاميون» المتحدث باسم الجمعية عبدالعزيز بن فهد العيد، إن ما جرى من تصدر (مشاهير) السناب للمشهد الإعلامي والثقافي، خصوصاً من ليس لديه رسالة أو مضمون إعلامي يحمل قيماً محترمة وإيجابية تخدم الوطن والمجتمع، مصيره إلى الزوال مع ارتفاع وعي الجمهور، وفطنة الجهات الرسمية والخاصة المستضيفة التي صنعتهم للأسف، وأغدقت عليهم الأموال على حساب الجودة والقيمة. وتساءل ما دورنا نحن كأفراد ومجتمع؟ مضيفا: «لنا دور مهم جداً، وإن بدا فردياً ومحصوراً، في أن يمتنع كل واحد منا عن تقديم الدعم لهؤلاء السلبيين عبر وسائل التواصل، ومساندة الإيجابيين والحديث عنهم والثناء عليهم وإعادة بث رسائلهم بكل الصور المتاحة والممكنة، ونكون بهذا عملنا أقل الواجب وأدى كل منا دوره في تعزيز الجودة والقيمة والمحتوى الإيجابي، كما يتوجب على الجهات الرسمية مثل الإعلام والاتصالات وتقنية المعلومات وضع الضوابط والشروط للحد من المحتوى غير الإيجابي في منصات التواصل الاجتماعي، كما نأمل من الزملاء والزميلات في إدارات العلاقات العامة في القطاعات الحكومية والخاصة -كل حسب اختصاصه- أن يقوموا بدور الدعم والمساندة في عدم التعامل مع أصحاب المحتوى السلبي من مشاهير شبكات التواصل الاجتماعي حتى لا يكونوا مساعدين في انتشارهم وتأثيرهم المجتمعي السلبي».