مُعقِّم اليدين يجب أن يتوفر في شنطتك أو جيبك طوال الوقت، استخدمه بعناية عقب كل مُصافحة - بعيداً عن الأنظار- حتى لا يشعر الشخص الذي سلَّمت عليه بالإحراج، مع الحرص على عدم لمس الأنف أو الوجه (خارج المنزل) والتأكد من تنظيف اليدين قبل القيام بذلك، يجب عليك ترك مسافة كافية بينك وبين الآخرين بما لا يقل عن (نصف متر)، تخلَّص من المناديل الورقية ولا تضعها في جيبك بعد الاستعمال، تجنَّب ملامسة الأسطح، أو الإمساك مباشرة بالأبواب أو لمس أزرار المصاعد باليد، مع ضرورة غسل اليدين وتعقيمهما بشكل دوري طوال اليوم. ما سبق نطلق عليه نحن (إرشادات ونصائح صحية)، هناك (فئة نخبوية) تتداوله فيما بينها تحت مُسمى مُختلف يتناسب مع مكانتهم الاجتماعية (إتيكيت التعامل مع فيروس كرونا)، لا أعتقد أنَّني سأميل إلى مقولة أنَّ (الأغنياء) يخشون الإصابة (بفيروس كرونا) أكثر من (الفقراء)، فالكل يخشى الموت وحياته عنده غالية وهو مُعرَّض لذلك، ولكنَّ الفيصل هو حجم الفهم والإدراك والوعي، وارتباطه بامتلاك القدرة المادية على الحصول على المعقمات والأدوات اللازمة وتوفرها، مع إمكانية تجنب الاختلاط بحرية العمل أو مرونته، كعوامل تساهم في نهاية المطاف في جعل (فئة من الناس) يشعرون بضرورة الالتزام (بالإرشادات أو الإتيكيت) أكثر من غيرهم. الشريحة الشبابية في كل المجتمعات تتمرَّد في الغالب على الإرشادات - كل أنواع الإرشادات- كأمر فطري لدى نسبة واسعة من الجيل الحالي الذي يكره التقييد، ويعتبره جزءاً من ثقافة سابقة لا تتوافق مع نجاحات وسمات العصر، لذا كان العنوان الذي يتناقله الشباب بينهم جاذباً (إتيكيت التعامل مع كرونا) وكأنَّ المسألة لا علاقة لها بالخوف من العدوى وانتقال الفيروس أو الإصابة به، بل بضرورة التوافق مع النظرة العصرية وتماشياً مع ثقافة الأقران من أبناء الجيل، وحتى لا يبدو الشاب أو الشابة مُتأخراً عن أصحابه، كفن تعامل وتفاعل ينم عن قيمة ثقافية عالية ووعي بأهمية القيام بذلك بما يشبه العيش في (الأوساط المخملية)، والأهم بالطبع هو سلامة الجميع مهما كانت نظرتهم وفهمهم لها (كقواعد إتيكيت) أو (كإرشادات ونصائح صحية). وعلى دروب الخير نلتقي.