الموت حقٌّ على الناس وعلى الخلق أجمعين، فلا مفرَّ منه ومن سكراته، ولا يبقى إلَّا الحيُّ القيوم ذو الجلال والإكرام، قال تعالى : {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ، وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} سورة الرحمن (26 -27) فقد انتقل إلى رحمة الله ومغفرته وعفوه الشيخ/ علي بن حمد الحسين يوم الجمعة الموافق 27- 6- 1441ه، رحل هذا الشيخ الوقور الذي عُرف عنه التواضع وطيب المعشر ودماثة الخُلق بعد مشوار حافل بالعطاء ومثالاً للتفاني والإخلاص واكتساب محبة الناس والوقوف إلى جانبهم، كان - رحمه الله - محبًا لدينه وقيادته ووطنه ومجتمعه وشخصية اجتماعية محترمة تحظى بتقدير كبير من الناس ومحبتهم، فقد زاول أعمال التجارة في العقار وكان ناصحاً للجميع في الفرص التجارية وحث الشباب في مقتبل العمر على الشراء والبناء، وكان يزور بلدته مدينة حوطة سدير بتكرار وحضوره المتميّز وإسهاماته الخيِّرة فيها، وقام ببناء ديوانية كبيرة يلتقي فيها بالكثير من الأهالي بكل محبة وتقدير وفي مختلف المناسبات، فكان يعطي للأبناء والشباب من وقته الكثير بكل طيبة وعفوية بالحديث الأبوي المفعم بالنصيحة والتفاؤل، وكلما رأيته في أي من المناسبات أو زرته ومصافحته يبدأ بالسؤال عن الصحة وابتسامته التي لا تغيب وما يدور خلال اللقاء من حديث شيِّق يسدي من خلاله بالنصائح النيِّرة، بالإضافة لما يتذكره من مواقف طيِّبة ومسلِّية مع والدي وأعمامي وهم في زمن الطفولة والشباب ولا تجد في حديثه إلا كل ما هو مفيد، فيشعرك - رحمه الله - عند مقابلته ولو بعد أيام قليلة من مقابلته لك أنه أول مرة يقابلك فيخجلك بأدبه وتواضعه ولكل من يتعامل معه، لقد ترك غياب هذا الشيخ الجليل الطيب «صاحب القلب الحاني الرحيم/ علي بن حمد الحسين» فراغاً كبيراً في حياة الكثير ممن أحبوه وعرفوه عن قرب، وترك أثراً ناصعاً ومآثر طيبة، نقدم التعازي لأخيه ورفيق دربه الشيخ الفاضل/ عبد العزيز بن حمد الحسين - شفاه الله - وأبناء الفقيد الكرام: الأستاذ عبد لله والأستاذ أحمد وإخوانهم وإلى العائلة الكريمة. نسأل الله العلي القدير أن يتغمده بواسع رحمته وأن يسكنه الفردوس الأعلى من الجنّة {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}. ** **