لمدمن الواتس آب أو الإنستجرام أو تويتر أو الفيسبووك: توخَ الحذر كل ما يرسل عبرها قابل أن يسجَّل أو يزيَّف.. ويدوم مُحتفَظاً به أصلاً وتزييفاً. إذا لا تستطيع التخلّي عن إدمان الكلام تجنَّب الحش والتنابز، والشماتة وعِظ بما يرضي الله قبل إرضاء ربعك, أو ترفيه السامعين، أو إكثار متابعيك. لا تقل إن الله أمرك أن تقتل نفسك أو غيرك. أو أن الشيطان وسوس لك باختلاس أموال متبرعين لفعل الخير.. أو أن جنيّاً تلبّسك لتزوِّر أوراقاً رسمية وتتقبل رشوة.. أو أنك تحارب مخططاً أجنبياً لاختطاف عقول الشباب. يظل الثابت أمام الله: أنت وحدك المسؤول عن أفعالك. متلقيك الأول هو الله العالم بالنيِّات. ولا تحتاج منبراً أو يوتيوباً مترجماً أو كاميرا سكايب لتكلمه؛ فقط سجادة صلاة في زاوية هادئة. بعض من يصرون أن يُشار إليهم ب«العالِم» أو «الإعلامي» لا يفقهون أن «العلم» ليس بئراً راكدة، بل محيط شاسع تتجدد مياهه كل يوم. الحقيقة الدائمة هي أن لا حال يدوم فلا تعلن شماتة بوجع أحد ثم تتفاجأ بأنه كما وقع رجع فارتفع. وفي عصر الأفق السيبراني لا معلومة عن أي حدث تختفي إلى الأبد.. يبقى ما أثخنته به من كلام جارح. في مرايا التواصل لا تعوّل على الزمن لتغيير حرارة الحدث. كل عمليات التبرير والتجميل لا تلغي تفاصيل الصورة الأصل في ذاكرة من أسأت إليهم ولا تمحو ندوب أرواحهم. لا بأس أن تتأثر بك جموع المتابعين على ألا تقوم بدور ممثِّل يبحث عن الأضواء عبر أداء دور المجنون ويظن أن المسرح مليء بمعجبين بلهاء. أوضح دليل على الجنون هو أن تؤمن أنك المهدي الذي اختاره الله ليخلِّص الآخرين. كل من يؤمنون بمنتظر يدمنون لعبة الانتظار. والعالم اليوم ملئ أقماراً صناعية ودرونز تجد من يبشر به ولو تخفى عن أنظار الإعلام العام. كائناً من كنت, إذا تحدثت عبر أي وسيلة إعلام محلية أو فضائية تذكر لاءات الإعلام العشوائي؛ إذا قبلت الدعوة لنشاط منظم ومشبوه لا تعتذر بأنه كان غير متضح القصد وأنك لم تدر من صافحت ومن يموّل حضورهم. لا تنشر التهم المغرضة: ليس كل من يطالب بتعديل أوضاع فئته من زوار السفارات, وليس كل من يؤكد حقه كمواطن يود تغيير نظام الحكم. لا تتهاون عن إيضاح الحقيقة لمجرد وضوح الهدف: قد يكون هناك من يسجل كلامك ويؤوله ليصبح قضية كذب أو تشهير أو تحريض أو تأليب. ليس كل من يسمعك مترصداً أو جاهلاً بتفاصيل الحقيقة. وليس كل ما يستجد نتيجة مؤامرة ولكن العلم بالشيء أصبح مشوباً بالتجهيل المغرض. وليس كل من يتابع كلامك وينشر ما تقول ملتزماً بقضيتك. لنا قضايا خلافية متعدِّدة ول«ميمري» قضية واحدة. و«ميمري» سلاحها لتشويهنا ما يقوله بعضنا عن بعضنا أو عن الآخرين خيراً أو شرا.