قيل عن مصطلح (دموع التماسيح): هو عبارة عن تعاطف سطحي، ووصف لمشاعر غير صادقة تجاه شيء ما إلى حد البكاء وهي في الحقيقة كذب وافتراء، حيث أخذ هذا المصطلح من نحيب التماسيح وبكائها لاستدراج فريستها بعد إيهامها بأنها في محنة حتى تنقضّ عليها وتصطادها، فعُرف لدى البشر سلوكيًا أن تلك الدموع باتت وصفًا كافيًا ووافيًا للخداع والتمثيل لأجل مصلحة ما. فأحداث مباراة الهلال والاتحاد الأخيرة بغض النظر عن المستفيد والمتضرر كشفت لنا تعاطفًا مزيفًا أصابنا بذهول بعد أن بالغت فئة إعلامية وجماهيرية خارج اللعبة في ذرف الدموع على خسارة الاتحاد أكثر من حُزن الاتحاديين أنفسهم، حيث ملؤوا مواقع التواصل الاجتماعي ومقالات الصحف والمنابر الفضائية الرياضية نحيبًا وبكاءً على أخطاء تحكيمية مزعومة صُدم منها الاتحادي قبل أي شخص عادي. إلى أن وصل الحال بأعمدة الإعلام الاتحادي الاشمئزاز من ذلك المنظر الإعلامي المخجل والبكاء المصطنع بعد أن أيقنوا أنه «ليس حبًا في عمر بل كُرهًا في زيد»، فما كان منهم إلا رفض تلك المسرحيات الساعية نحو امتطاء قضايا ناديهم للنيل من الغريم التقليدي لتلك الفئة بعد أن اعتادوا في كل جولة وكل بطولة تبنّي قضايا خصوم الكيان الأزرق عبر سياسة إعلامية عفا عليها الزمن وأكل الدهر عليها وشرب حتى أصبحوا في موضع تندر وسخرية في أعين الشارع الرياضي. وفي الحقيقة أن الكيان النصراوي بتاريخه وجماهيريته ظُلم إعلاميًا كونه أقل المستفيدين في الناحية الإعلامية من بين الأندية السعودية الجماهيرية الأربعة، وذلك بسبب معاناته منذ سنوات طوال من آلة إعلامية محسوبة عليه بالظاهر، بينما الواقع يكشف لنا اهتمامات تلك (الآلة) بقضايا غريمه التقليدي ودعم خصومه، والدليل على ذلك أن تلك الآلة الإعلامية المحسوبة على الكيان النصراوي لم تحظ يومًا بمنبر صحفي مستقل، وذلك يعكس مدى الكفاءة والعقلية التي يتمتع بها مسيّروا تلك (الآلة) التي انجرف خلفها أغلبية جماهير الكيان الأصفر مختلقين لسقطات ناديهم الأعذار، ومتتبعين لعثرات الجار. قبل الختام لن تكون حرًا في الفِكر حتى تُصبح حرًا في الواقع.. تحرر من ماضيك وابحث عن مستقبلك، أو اقبل بديمومة تأخرك.