هناك علاقة وثيقة وعميقة جدًا بين استحضار الأحداث والغليان الحالي الذي تشهد عليه الأخبار والنشرات حول العالم، بسبب الواقع ومقتضاه والدوافع الخاضعة لظروف العالم الخارجي، في مرحلة مهمة لكنها غير متوازنة وغير مستقرة، في تتابع للصدمات والمطالب التي تسابق الموت في منطقة الشرق الأوسط، بوصفه جوهر الموضوع في نشرات الأخبار، فقد شهد العالم العربي خلال عام 2019 أحداثًا كبيرة، احتجاجات. وحرائق وحمم غطت سماء إيران حتى وصلت إلى مقتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني ومستشاره في العراق نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس، بضربة أمريكية استهدفت موكبًا كان يقلهما داخل مطار بغداد، هكذا كان الرد على مليشيات إيران بعد قصف القاعدة الأمريكية في العراق، وتزامن مع تلك الأحداث حرق السفارة الأمريكية، وسبقها بفترة وجيزة استهداف أمريكا حزب الله في سوريا، فقوة الأحداث تزداد أهمية عند التحديات، ولن يخرج الشرق الأوسط من الفوضى وتنتهي المواجهات المسلحة إلا إذا أرادت أمريكا ذلك، وهذا يجري على جميع أنحاء العالم. اليوم الصراع في الشرق الأوسط في أوجه ومن أشد أسباب هذه الزيادة خطورة الميل إلى الغزو، مما يفقد التوازن السياسي نتائجه والوجهة التي يسير إليها ولكن ماذا سيحدث في ليبيا وسوريا واليمن وماذا سيكون مصير ثورات العراق ولبنان وإيران، وهل ستحصل التباسات عديدة بعد الضعف الحقيقي لحقوق الإنسان والتضخم الملتبس لمعنى السياسة، وما لذي يمكننا قوله في حدود التصدير الضيقة عن الأحداث للعام 2020 وهي متشبثة بالعام المنصرم. ولكن مثل هذا المسعى يستلزم أن يكون التحليل والتركيب تبعًا لمشروعيته السياسية ليؤهله كمنظار يسلط الأضواء على الحقائق وليس الافتراض، في الجانب الآخر يطالب حفتر قائد الجيش الليبي بحلف عربي ضد تركيا، بعد طلب من حكومة الوفاق دعم عسكري من أردوغان حسب زعمه صانع الأزمات الدولية. إضافة إلى استقالة رئيس وزراء العراق ولبنان، والاحتجاجات التي سيطرت على المشهد العربي طيلة العام، بينما ازداد التوتر خاصة بين السعودية وإيران، وهكذا تتوالى المشاهد على الساحة الدولية عارضة الكثير ومنها قرارًا تصدره ألمانيا بإدراج حزب إيران اللبناني على قوائم الإرهاب. أحداث جسام حدثت عام 2019 ظهرت قضايا سياسية واجتماعية واعتداءات إرهابية عديدة، أدت إلى غياب أو تغييب أربعة رؤساء عن السلطة، في الجزائر والسودان وتونس وموريتانيا، وأيضًا كان للرئيس الأمريكي ترامب نصيب منها مع الكونغرس فهل يعزل أو ينتخب من جديد؟ والأمر على خلاف في تجميع الآراء حول التغيرات المناخية التي أصبحت مصدر قلق كبير للعالم. بالتزامن مع الأحداث في أوروبا وبروز الأحزاب اليمينية المتطرفة، وعدم خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، تعيين رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، وهو ما يجعل التنبؤ بما سيحصل صعبًا للغاية، لاحتمال كبير يفرض شخصيات جديدة تغيّر المشهد تمامًا، فضلاً عن تصاعد وتيرة التطورات التي تستهدف الدوائر القريبة، حيث تتحدد على الشواهد والمساعي.