أحرقت ميليشيات عراقية أمس الثلاثاء البوابة الثانية للسفارة الأمريكية في بغداد في محاولة لاقتحامها. وهاجم محتجون عراقيون يحملون أعلام الحشد الشعبي وحزب الله العراقي السفارة الأمريكية في بغداد، ونجحوا في اقتحام الساحة الخارجية للسفارة بعد حرق إحدى البوابات، منددين بالضربات الجوية الأمريكية التي استهدفت الأحد الماضي قواعد تابعة لكتائب حزب الله العراقي الموالي لإيران، كما أحرقوا أعلاماً وحطموا كاميرات مراقبة، وقاموا بتكسير البوابات الأمنية في محيط السفارة. كما قام عدد من المهاجمين بحرق « كرفانات « الحماية الخاصة بالسفارة عند البوابات الخارجية، فيما لم تتدخل القوات العراقية لحماية السفارة الأمريكية. وأطلق حراس السفارة الأمريكية قنابل صوتية على أنصار الحشد خارجها، فيما أصيب 12 من أنصار الحشد جراء إطلاق الغاز المسيل للدموع الذي أطلقته القوات الأمنية لتفريق الجموع المحتشدة أمام السفارة الأمريكية، إلا أن ميليشيات الحشد تحدثت عن 62 مصابا من عناصرها أمام السفارة. ووصل وزير الداخلية العراقي وعدد من النواب إلى محيط السفارة الأمريكية في بغداد، فيما طالب رئيس حكومة تسيير الأعمال عادل عبدالمهدي الجميع بالمغادرة فورا من أمام السفارة، محذرا أن أي اعتداء أو تحرش بالسفارات والممثليات هو فعل ستمنعه بصرامة القوات الأمنية ويعاقب عليه القانون. من جهتها أكدت وزارة الدفاع العراقية حرص الحكومة على حماية السفارات والبعثات الدبلوماسية داخل العراق، فيما نقلت قنوات تلفزيونية عراقية عن مصدر بالشرطة أكد انتشار فرقة القوات الخاصة بشكل كثيف وسط العاصمة بغداد وبالقرب من جسري الطابقين والجادرية. وأظهرت لقطات مصورة زعيما ميليشيا العصائب وبدر ، قيس الخزعلي وهادي العامري، وهما يقودان اقتحام السفارة الأمريكية، كما انضم أبو مهدي المهندس وحميد الجزائري زعيم ميليشيا الخراساني لمحاولات اقتحام السفارة، ونشرت قناة «العهد» العراقية على تليغرام صورة لما قالت إنها مشاركة رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض في التظاهرات الرافضة «للعدوان الأمريكي» - على حد تعبيرها - . وأورد موقع قناة «السومرية» العراقية أن كتائب حزب الله أعلنت اعتصاما مفتوحا أمام السفارة الأمريكية في بغداد حتى غلق السفارة أو طرد السفير، فيما قال المتحدث باسم كتائب حزب الله جعفر الحسيني إنه لا نية أبدا لاقتحام أو الاعتداء على السفارة الأمريكية في بغداد، وإنما اعتصام مفتوح حتى غلق السفارة. وتمكن المحتجون المشاركون في موكب تشييع مقاتلي كتائب حزب الله ال25 الذين قضوا في الغارات الأمريكية، من عبور جميع حواجز التفتيش دون صعوبة في المنطقة الخضراء الشديدة التحصين وتدخل عناصر الأمن العراقيون عند بوابة السفارة فيما لجأ المتظاهرون إلى العنف. ورشق المحتجون السفارة الأمريكية بالحجارة، بعد أنباء عن مغادرة السفير الأمريكي ماثيو مويلر ومن تبقى من موظفي السفارة عبر مطار بغداد لمكان غير معلوم. وتجمع المتظاهرون أمام السفارة للاحتجاج على الغارات الجوية الأمريكية التي استهدفت مواقع تابعة لكتائب حزب الله العراقي الأحد الماضي، فيما أظهرت صور مباشرة من هناك مسلحين بين المتظاهرين يحاولون اقتحام السفارة. وكانت الولاياتالمتحدة قد اتهمت السلطات العراقية بأنها لم تبذل الجهود اللازمة من أجل حماية المصالح الأمريكية، وذلك غداة ضربات أثارت موجة تنديد في العراق.