تأسست مجلة المنهل في المدينةالمنورة عام 1355ه أسهها ورأس تحريرها آنذاك المغفور له بإذن الله، الأديب الباحث والمؤلف الشيخ عبدالقدوس الأنصاري -رحمه الله- وقد واكبت في مسيرتها نهضة المملكة العربية السعودية، وكان لها الدور البارز في نهضة المملكة العربية السعودية، وفي نهضة الأدب السعودي منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- ممضية في المسيرة الأدبية (84) عاماً، وكانت بمثابة جامعة تخرج فيها العديد من أرباب القلم والكتابة، وكان صاحبها موجهاً قبل أن يكون مشجعاً، لشداة الأدب والكتابة. وبعد وفاته -رحمه الله- تولى رئاسة تحريرها ابنه الأديب الأستاذ/ نبيه بن عبدالقدوس الأنصاري، فكان خير خلف لخير سلف، حيث سار بها على النهج المرسوم لها في مجالها، ولم يمهله القدر طويلاً فقد لحق بأبيه بعد أن أبلى في خدمتها بلاءً حسناً. وقد أسندت مسؤوليتها بعد وفاته -تحريراً وإدارة- لابنه حفيد المؤسس الإعلامي القدير الدكتور/ زهير بن نبيه الأنصاري، وقد سار بها هو الآخر سيراً حسناً، رغم الظروف الصعبة التي صاحبت عهده، والتي شملت كل الصحف الورقية، مما جعلها تقلص أعداد صدورها، وزادت الأزمة في التفاقم، مما جعلها قبل عام أو يزيد تتوقف عن الصدور للأسباب المشروحة آنفاً وما تزال متوقفة حتى الآن. إن لهذه المجلة تاريخها العريق ومسيرتها العطرة، في خدمة الأدب السعودي، فقد واكبت مرحلة التأسيس، وأسهمت إسهاماً فاعلاً في توطيد دعائم الأدب السعودي ولها من عمر الصدور حتى الآن (84) عاماً. وقد بذل صاحبها ومؤسسها -رحمه الله- منذ صدورها حتى الآن، جهوداً مضنية في طليعتها المادة التي هي عصب الحياة لاستمرار أي مطبوعة بفضل ودعم ولاة الأمر بدءاً من المؤسس -طيب الله ثراه- ومن بعده أبناؤه البررة الذين توالى دعمهم لها (مادياً ومعنوياً) مما جعلها تواصل المسيرة يحدوها الجد والتطلع للأفضل في خدمة الأمة والوطن والقيادة في مجالها. واليوم وقد أصابها (الوهن المادي) وأقعدها عن الصدور وهي على مشارف (القرن) من حياتها الطويلة العامرة بالإخلاص والتفاني في خدمة الوطن والأمة في مجال الآداب والعلوم والثقافة؛ حري من الغيورين الذين واكبوا مسيرتها الطويلة المشرفة وعرفوا عن كثب مكانة وجهود وإخلاص صاحبها وكذا الجهات المعنية وفي طليعتها وزارة الثقافة، أن تقف إلى جانب هذه المطبوعة العريقة في الآداب والعلوم والثقافة والتاريخ وتشجيعها (مادياً.. ومعنوياً).. فتوقفها خسارة أدبية وثقافية لا تعوض!. هذه كلمة حق ووفاء ممن واكب مسيرة هذه المجلة العريقة لأكثر من 45 عاماً وأنا على أمل كبير من تقدير وتجاوب من يهمهم الأمر حرصاً على استمرارية هذه المطبوعة المتألقة.. وبالله التوفيق.