ظل الهلال وحيداً يحارب على كل الجبهات الداخلية والخارجية لانتزاع الألقاب، تحقق له ماتحقق وخسر ما لم يُكتب له، ولكنه ظل يحاول في بطولة دوري أبطال آسيا منذ مايقارب عقد ونصف، حاول وحيداً انتزاع الذهب، وفي كل مرة تواجهه الظروف الصعبة.. لم يتنازل عن المحاولات.. ولم يستسلم، وحمل هم هذا الإنجاز حتى وصل وحققه بكل اقتدار وجدارة. انتزع الهلال لقب دوري أبطال آسيا 2019 بعد أن وصل للنهائي عامي 2014 و 2017، ليواكب في هذا الإنجاز رؤية 2030 وتطلعات القيادة السياسية التي دعمت الرياضة السعودية لتنجز، فكان الهلال كالعادة حاضراً، وشرّف الوطن بالإنجاز الذي رسم الفرحة على محيا الوطن وقيادته السياسية والرياضية، ليُستقبل ويُكرم من قبل سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الذي كان له الدور الأكبر في حصد الذهب بدعمه للرياضة والأندية، ليذهب الهلال بعد ذلك لكأس العالم للأندية، وهناك قدم المستويات التي أذهلت متابعي كرة القدم، إذ استطاع تحجيم بطل أفريقيا فريق الترجي التونسي، واستطاع التغلب عليه مستوى ونتيجة، ليقابل بعد ذلك بطل أمريكا اللاتينية فريق فلامنغو، ويقدم شوطا كان فيه الهلال فريقا عالميا، إذ قدم أجمل وأمتع شوط هلالي في مسيرته منذ سنتين، سيطر واستحوذ على الكرة من أمام فريق خبير يقوده مدرب عظيم، واستطاع تسجيل هدف التقدم، وأضاع غيره عدة فرص، وفي الشوط الثاني خذلته اللياقة البدنية والإرهاق، إذ أنه قبل هذه المباراة بيومين لعب مع فريق الترجي، وقبلها كان لاعبوه الأساسيون يلعبون في بطولة الخليج، وفي المقابل كان منافسه مهيأ للمباراة، إذ لم يلعب منذ أسبوعين، وهنا لا نستطيع إلا أن نقول شكراً للهلال على هذا الأداء المشرّف والذي حمل من خلاله لواء الكرة العربية والآسيوية، وقدم جهدا كبيرا، وأداء عظيما، وكان قاب قوسين أو أدنى من الذهاب لنهائي كأس العالم. الهلال الذي شرّف الوطن والقارة الآسيوية تغنى به الجميع، وأنصفه العرب من نجوم وإعلاميين ونقاد، وقد استحق كل ماقيل فيه من ثناء، فالهلال لم يكن فريقا عاديا بل كان يقدم مستويات مذهلة وأداء عالميا أجبر الجميع على إنصافه. يقول الإعلامي السعودي عبدالعزيز الخميس:» نادي الهلال صنع للوطن خلال عدة أسابيع ما لم تصنعه وزارات إعلام كثيرة في سنوات... خلق قوة ناعمة سعودية في شكل جميل واستقطب آلاف الشباب العربي.. وليزعل من يزعل... الناس تحب القوي الذي يخوض التحديات بهمة وعزم وينجح.. الهلال الآن يقدم ما تقدمه أندية عالمية كثيرة لأوطانها». ويقول المذيع الكبير مصطفى الآغا:» نعم شرفتونا يا هلاليين وقدمتم وطنكم وعروبتكم وقارتكم كأفضل مايكون التقديم ... ننتظر مباراة المركز الثالث». وقال الإعلامي العماني أحمد الرواس:» لن أقول هاردلك للهلال بل أقول مبروك لهذا الفريق الذي من حق كل هلالي أن يفتخر فيه». وقال الإعلامي السعودي الدكتور كساب العتيبي:» بعيداً عن جعجعة اليائسين .. ما فعله الهلال في شهر للوطن كإنجاز وسِمعة إعلامية، وهيبة كروية، وحضور عالمي، ما كان له أن يكون بدون فريق كبير اسمه الهلال. على جماهيره التمسك بهذه المُكتسبات، والاعتزاز بها، والبناء عليها للمستحقات القادمة. الهلال جبل، والجبال لا تُزال». وقال المعلق الإماراتي الكبير علي سعيد الكعبي:» الشخصية والثقة التي لعب بها الهلال في الشوط الأول لا تُشترى بمال، هي إرث توارثته أجيال وتشربته أجيال، تشعر أنها امتحان عليك تخطيه لارتداء فانيلة الهلال ! خسارة لا تنقص من تميز الهلال، بطل آسيا قدم حضوره بصورة راقية أمام العالم». وقال الإعلامي السعودي عضوان الأحمري المعروف بميوله النصراوية:» شئنا أم أبينا، نادي الهلال السعودي من أفضل الفرق المحلية إدارياً واستثمارياً. ومثّل السعودية أفضل تمثيل خارجياً». وقال الإعلامي القطري ماجد الخليفي:» الهلال خرج خروجا مشرفا بأداء جيد، إذ لعبوا كند مع فريق كبير مثل فلامنغو». بينما قال قائد فريق الهلال السابق صالح النعيمة:» عندما تحرز لقب البطولة الآسيوية وتتغلب على بطل القارة الإفريقية وتقارع بطل قارة أمريكا الجنوبية فليس أمامنا إلا شكرك يا هلال.. رفعتم الرأس وأعدتم الكرة السعودية للواجهة.. شكراً للإدارة شكرًا للجهاز الفني والإداري، شكراً ألف مرة لكم إخواني اللاعبين». وقال زميله نواف التمياط:» طريق الفخر: الفوز بآسيا وعلى بطل أفريقيا والخروج بشرف أمام بطل أمريكا الجنوبية.. لن ينتهي كل شيء عند ذلك بل سيكون عنوان الهلاليين القادم: الثامنة آسيوياً، الرابعة كدوري أبطال». وقال الأسطورة سامي الجابر:» ظهور عالمي مشرف فلامنجو تفوق بدنياً، خسارة لا تنسينا أننا عشنا أجواء مليئة بالفخر بهذا الفريق البطل وهذه الشخصية الرائعة، فلامنجو في شوط كامل عاجز عن تهديد المرمى، الهلال كان أفضل بدنياً وحقق الفوز، شكراً للزعيم رايتكم بيضاء». وقال أسطورة الحراسة السعودية محمد الدعيع:» أبطال أبطال أبطال خسارة بطعم الفوز ما قصرتوا قدمتوا مستوى أمام فريق يشهد له التاريخ وأطلب من نجومنا التركيز في مباراتنا القادمة.. رفعتوا رؤوسنا وشرفتونا أمام العالم». هكذا تغنى نجوم الملاعب ونجوم الإعلام والنقاد بفريق الهلال الذي قدم أروع الملاحم الكروية منذ تأهله لدور ال16 من بطولة دوري أبطال آسيا، إذ قابل الأهلي السعودي وتفوق عليه، وفي دور ال8 قابل فريق الاتحاد السعودي وتفوق عليه، وفي دور ال4 قابل فريق السد وتفوق عليه، لينهي هذا المشوار من أمام فريق أوراوا ويحصد الذهب الآسيوي ليعيد أمجاد الكرة السعودية التي غابت منذ عقود. ختاماً نقول: شكراً لهذا الهلال الذي جعل من عدم تأهله لنهائي كأس العالم للأندية فرحة لبعض كارهيه في الداخل ممن لا هم لهم سوى (النيل) من الناجحين، وهم بذلك يعترفون بفشلهم الدائم.