من أبرز ما تشاهده في «تويتر» هو الهشتاق هذا الذي أصبح علامة فارقة لما يتمّ تداوله في كل دولة من حيث الأميز والأبرز وحديث الناس ولعلني هنا أحاول القراءة فيه من منظور إعلامي وهو ما دأبتُ عليه حين تناولت في عدّة مقالات سابقة قراءة في بعض مواقع التواصل الاجتماعي فمنْ يدخل في مضمون المتن غير الذي يقرأ من الهامش! علاقة الصحف بالهشاق فيما نعلم أنّ قرارات الدول التي تشرع في تطبيقها والمرتبطة بحياة الناس لابد أن تمرّ غالبا عبر على الصحف في شبة استفتاء بلغة الإعلام [استطلاع] وهو معرفة رأي الناس الأغلبية منهم على كل حال باستقطاب العددي من مثقفي وأدباء واقتصادي وأرباب الفكر لكل دولة وبعد ذلك يتم تنفيذ القرار بطرحه من خلال تلك الصحف كل هذه لا تأخذ أكثر من شهر من عمر القرارات مداولة وتشكّلاً وورشاً من مختصين واستطلاعاً وتنفيذاً ... فما الرابط إذاً بين الصحف والهشاق في تويتر؟! هو نفسه بمعنى أدقّ سحب صلاحيته من الصحف قبل ذلك ورميه بهدوء من خلال هشتاق # حتى يسجّل هدفاً بعرف الرياضيين في الثمنيات! ويصبح بين غمضة عين وانتباهتها «ترنّد» وحديث المجالس في شاشة الهواتف وتلوكه الألسن وتأتي التعليقات بعد ذلك تباعاً وليس مهماً من أيّد القرار أو عارضه ما يهم بعض تلك الدول في العالم هو أن يصبح حديث الجميع تداولاً وحديثاً وكتابة! وبعد ذلك إذا تم تنفيذه يرسل إلى الصحف نشراً وإعلان تطبيقه ولكن للأمانة هناك دول يهمها رأي الأغلبية وعندها الشجاعة في إعادة مناقشته مرة أخرى ويستأنس فيه ما تم تداوله خصوصاً من يبدي آراء نقدية بنّاءة تحتاج إلى تعديلات في هذه القرارات، طبعاً أنا لم أسمّ تلك القراءات لكنها بالدرجة الأولى تهمّ الجميع فيما يخص طبيعة حياتهم ثقافة اجتماعاً اقتصاداً. قرارات تصبّ في مصلحة مواطني كل دولة! ما لم أفهمه في الهشتاق! ما نشاهده ونقرؤه في بعضها ،أن هناك هشتاقاً تستحي أن تقرأ عنوانه فضلاً عن محتواه ، وتستغرب كيف تم تداوله وأصبح في مقدمة اهتمامات الناس ، وأكبر دليل ما يحصل من تراشق كتابي بين معجبي هذا وذاك من انحطاط في الخصومة وتدنى مستوى الحجة لدرجة السأم وتصيبك الثلاثية الهم والحزن والكآبة وبيني وبينكم هُس يقيناً لا أعرف هذا ولا ذاك وكيف أصبح مشهوراً وتضرب أخماساً في أسداس محوقلاً حين تقرأ عدد متابعيه! والشيء الآخر في وصول بعض الهشتاقات إلى ترند حصلت على معلومة من صديق إعلامي مهتمّ بشؤون التقنية سعيد الكناني حين سألني ما هو مقالك القادم قال لي: أزيدك من الشعر بيتا ب 100 ريال تستطيع تحصل ع 500 رتويت بغض النظر عن المحتوى، وإذا تريد متابعين ب 300 ريال تحصل على 5000 آلاف متابع؟ وعلى ضوئها يتم رفع الهشتاق رددت عليه مبتسماً عجيب وغريب: أنا لا أريد شيئاً فنحن نبتاع الكلام على رصيف الثقافة، وننثره على الملأ فعدد متابعي رصيف الثقافة هم من الناس العاديين الذين يمرون كل يوم وعلى أكتافهم رغيف الخبز، ومِنْ تتأبط ديوان شِعْر أو قصة أو إعلامياً حرارة الشمس تُذهب ببريق قلمه وورقه فالواحد من كل هؤلاء يغنينا عن أثرياء تويتر وبعض متابعي المشاهير الحمقى!\ آخر المطاف بعض الهشتاقات تفاهة والكتابة عنها مجرّد عبثٍ صبياني سواءً كنت مع أو ضد، وقد يسألني قارئ العزيز وتقول: يا فالح ماذا نعمل إذاً، وجدناه صار ترندا، وملأ شاشة الهاتف ضجيجاً وصراخاً؟ أقول بلا تردد: أطرق رأسك ملياًً، ثم فكّر كثيراً، واكتب قليلاً وقبل الكتابة تجاوز المتن والخاتمة واهتمّ كثيراً بالعنوان فهو أول عتبات القراءة كما يقرره النقّاد ... هذا يتمركز حول طقوس معينها تفعلها ومررت بهشتاق خطف عينك وسرق لبّ فكرك ومنها: - اقرأ بنصف ابتسامة إذا كانت سامجة ومبالغة فيها .... - أما إذا تعدت حدود الأدب والمنطق والعقل، فاقرأها وابصق - أعزكم الله - عن يسارك ثلاثاً، وتعوّذ من شيطان كتابتك ولا تشارك ! المقال القادم -بإذن الله - (الأندية الأدبية وتويتر وفاق أم فراق؟). ** **