كيف يمكنُ لامرأةٍ ما أن تأسِرَ رَجُلاً و تستوليَ على كيانه بنظرةٍ واحدة؟! فقلتُ له: نظرة العُشَّاق يا سيّدي مثل حكمة الفيلسوف! (مختصرةٌ جِداً وعميقةٌ جِداً جِداً!) *** هل تعلمين؟! لقد فقدتُ المقدرةَ على حساب الزَّمَن.. فأنا في هذه اللحظة لا أدري حقاً.. هل مضى على فتنتي بكِ عشرون عاماً؟! أم أنَّ القصة قَد ابتَدَأتْ منذ دقيقتين فقط؟! الأكيد أنَّني منذ رأيتُكِ بدأ الشتاء يَبسُطُ بَيَاضَه.. على آخرِ روزنامة تقويمٍ اقتنَيتُها.. وصارتْ قامتُكِ الممشوقة بِكُلِّ مفاتنها.. وسيلةً جديدةً أحصي بها أشواطَ الزَّمان!! *** هل تعرفين جون سيلفر؟! عندما كنتُ في بواكير مراهقتي.. لم يجذبني في شَخصِيَّة جون سيلفر.. مثل وقفته في مكانٍ بعيد.. يُراقِبُ مِنْ خلاله ذلك الفندق الصغير.. الذي بَدَأتْ فيه المغامرة! دونَ أنْ يَشعُرَ سُكَّانُ الفندق.. بجون سيلفر الواقف في مكانٍ بعيد.. وأنا اليوم أراقبُكِ مِنْ بعيد.. دونَ أنْ تشعري بي وأسألُ نفسي.. كيف أزرعُ طريقَ سيّدتي بالمصادفات.. التي تُعيدُها إلى أفيائي مَرَّةً ثانية؟! أحاولُ أن أفتَعِلَ المصادفةَ.. ونَسيتُ مِنْ فَرطِ هُيَامي!! أنَّ المرأةَ.. (اسمٌ قديمٌ للقَدَر)!! ** ** - فهد أبو حميد