"أجسام، راحة وحركة" هو عنوان الفيلم المعروض حالياً في الأسواق العالمية بعد تقديمه في مهرجان "كان" الأخير، حيث تؤدي فيه النجمة الأميركية الشابة بريدجيت فوندا حفيدة هنري فوندا أحد الأدوار الرئيسية. وهي جاءت أخيراً الى فرنسا بهدف المشاركة في ترويجه وكان ل "الوسط" معها لقاء طويلاً حاورتها خلاله في شؤونها الفنية. تعتبر بريدجيت فوندا حالياً بين ألمع ممثلات الجيل الهوليوودي الجديد، وقد نجحت في خلال ست سنوات في تكوين شهرة مبنية على موهبتها ومجردة من أي علاقة مباشرة مع اسمها المعروف عالمياً بفضل جدها هنري فوندا وعمتها جين ووالدها بيتر. تتنقل بريدجيت فوندا بين أدوار الكوميديا "شاغ"، "دوك هوليوود" والدراما "سكاندال"، "العراب رقم 3" والإثارة المخيفة "فرانكشتاين غير مقيد"، و"ايفيل ديد رقم 3"، و"إمرأة بيضاء وحيدة" واللون الاجتماعي "سنغلز"، "أجسام، راحة وحركة" والجاسوسية "نينا" متفادية اقتران اسمها بنوع فني محدد ومحيرة جمهورها الذي لا يعرف كيف يصنفها. هل يفيدها هذا التنويع أو يقلل من سرعة تألقها في فضاء هوليوود؟ كان هذا سؤالنا الأول الموجه الى بريدجيت الحلوة ذات الابتسامة الناعمة والشقية في آن، والتي استقبلتنا في بهو فندق "ماجستيك" المطل على المتوسط في مدينة "كان". وكان جوابها: - أنا لا أسعى وراء التألق وأعيش حياتي بشكل يومي محاولة فعل الأشياء التي تعجبني والتي أراها مناسبة ومقنعة سواء في مهنتي أو خارجها. إن التجديد يثير اهتمامي وأنا مسرورة بكوني مثلت مجموعة متنوعة جداً من الأدوار في السنوات الست التي عملت خلالها في التمثيل. لا شك في ان التنويع السريع كما أمارسه يتميز بمزايا وعيوب. والميزة الأساسية فيه هي بطبيعة الحال لفت الأنظار الى قدرتي الفنية. بينما العيب الأساسي هو قلة تمتع المتفرج بوقت كاف لاستيعاب هذا الشيء. فأنا مثلت أخيراً في خمسة أفلام خلال عام واحد وكلما شاهدني الجمهور في أحدها صفق لي ونسي الفيلم السابق وذلك بسبب الاختلاف الجوهري بين كل دور والآخر. ولو كانت الفترة الزمنية بين نزول أفلامي المختلفة الى الصالات أطول بعض الشيء مما هي عليه لاستطاع المتفرج التذكر جيداً أدواري السابقة، فهي تكون ثبتت في عقله وبالتالي تسمح له باجراء مقارنة حقيقية بين طريقة عملي في كل فيلم. لكني لا أتحكم في هذه الأمور ولا أقدر على رفض أدوار تعجبني بحجة تقاربها الزمني عن بعضها البعض. في فيلم "نينا" أنت مثلت دور الممثلة الفرنسية آن باريو في الفيلم الناجح "نيكيتا" عندما أعيد تصويره في نسخة هوليوودية تحت عنوان "نينا". هل شهدت الفيلم الأساسي وما رأيك في آن باريو؟ - أنا شهدت "نيكيتا" الذي أخرجه لوك بيسون. وهو من أكثر الأفلام الفرنسية نجاحاً على المستوى الدولي في السنوات القليلة الفائتة. وقد اقتنت هوليوود حقوق السيناريو بهدف إعادة تصويره على الطريقة الأميركية وفزت أنا بالدور تحت إدارة المخرج جون بادهام. والعنوان الأميركي للفيلم هو "نينا" لأسباب أعتقدها تجارية تتعلق بمدى ارتباط اسم نيكيتا بالزعيم السوفياتي نيكيتا خروتشيف. أنا أنتظر رد الفعل الجماهيري تجاهي بالنسبة الى الممثلة الأساسية للدور آن باريو بعد نزول "نينا" الى الأسواق. وبخصوص آن باريو، لا استطيع سوى الاعتراف بموهبتها وأدائها الممتاز في الفيلم. أنا لم أشاهدها في أي دور آخر لكني أعتقد انها فنانة مرموقة في فرنسا. أعرف انها فازت بجائزة أفضل ممثلة عن دورها في "نيكيتا" وهذا شيء ممتاز. أنت رشحت لجائزة أفضل ممثلة في مسابقة "غولدن غلوب" في 1989، ماذا كان شعورك حينذاك؟ - كنت سعيدة لسببين. إن فيلم "سكاندال" هو الذي سمح لي بالانطلاقة الفعلية كممثلة ولفت انتباه أهل المهنة والجمهور إليّ. واضافة الى ذلك وجدت نفسي مرشحة لجائزة التمثيل. هل تحلم أي فنانة ناشئة بأكثر من ذلك؟ "أنا وعمتي" أنت في "أجسام، راحة وحركة" الذي قدم في مهرجان "كان" الأخير تؤدين دور إمرأة شابة مغلوبة على أمرها نوعاً ما تجاه الحب والرجل الذي تحبه. ألم يضايقك الأمر نظراً لكون عمتك جين فوندا من المناضلات المتحمسات لحماية حقوق المرأة وحريتها؟ - عمتي تفعل ما تريده في الفن والسياسة والرياضة وأنا أفعل ما أريده من ناحيتي. أنا أعجبت بالسيناريو وبالدور وبالتالي وافقت على تمثيله، ثم انني في نهاية الفيلم أتغلب على نقاط ضعفي أمام الحب وأتخذ القرار الحاسم بإدارة حياتي بنفسي. هذه نقطة ايجابية في الشخصية من المفروض أن تعجب عمتي جين فوندا تبتسم. جدي العملاق هل تعتبرين اسم فوندا كشيء سهل أم صعب يجب عليك تحمله في حياتك المهنية؟ - أقارن هذا الاسم بحذاء عريض أرتديه ولا بد من أن تملأه قدمي الصغيرة. أنا أحاول أن أكون على مستوى مسؤولية تحمل اسمي ولا أعرف ما سيحدث وإذا كنت سأنجح أم لا في مهمتي. إن الجمهور يتذكر هنري فوندا العملاق وينتظر من كل من يحمل اسمه الوصول الى الدرجة نفسها من الموهبة والشعبية والتأثير في نفوس الناس. أنا مثلما ذكرت في بداية حديثنا أعيش حياتي بطريقة يومية وبلا مشاريع كبيرة للغد. انها خير طريقة لحماية نفسي ضد أضرار شهرتي الناتجة عن اسمي والتي لا دور لي فيها مباشرة. بين أدوارك المختلفة ماذا تفضلين الكوميديا أم الدراما أم الخوف أم أي لون آخر؟ - اللون المخيف يعجبني منذ زمن طويل كمتفرجة. أنا أعشق أفلام هيتشكوك وحكايات دراكولا وفرانكنشتاين وسررت جداً عندما حصلت كممثلة على فرصة العمل في فيلم "فرانكنشتاين غير مقيد". وشاءت المصادفة أن أكرر التجربة في "إيفيل ديد رقم 3" مع المخرج الأخصائي سام ريمي. هذا على صعيد الخوف المطلق والدامي، لكني عثرت على متعة أكبر عندما مثلت دور الضحية التي تترك إمرأة ثانية تسيطر على حياتها بشكل كلي في "إمرأة بيضاء وحيدة" من اخراج باربيه شرودر. لقد تم بناء الفيلم على الإثارة المتصاعدة وكتم أنفاس المتفرج وأنا مولعة بهذا اللون السينمائي. حنين أنا لا أعني ان أفلامي الأخرى لا ترضيني، فهناك بينها ما هو أفضل على صعيد الجودة الفنية من أفلامي المخيفة. لكني أتميز بحنين خاص تجاه سينما الخوف. ها أنا قد رديت على سؤالك تضحك. بمناسبة الكلام عن فيلم "إمرأة بيضاء وحيدة" صرح مخرجه عند ظهوره بأنه تردد طويلاً قبل أن يقرر منحك دور الضحية. فهو كان فكر في تحويلك الى الشريرة أولاً ثم غير رأيه. ما تفاصيل هذا الخبر؟ - هذا فعلاً ما حدث وأنا كنت مستعدة لأداء دور الشريرة دون أي مشكلة. أعتقد إن شرودر وقع في حبي الى حد ما وترك مشاعره تتغلب على قراره الفني. هنا يدخل فرنسوا فريه المسؤول عن العلاقات العامة لفيلم "أجسام، راحة وحركة" والذي دبر لنا اللقاء مع بريدجيت فوندا ليعلن اليها عن قدوم أفراد الفريق التلفزيوني الياباني من أجل محاورتها وطلب تعجيل انهاء الحديث. ردت بريدجيت: "قدم اليهم المشروبات واطلب منهم الانتظار". أشكرك. كنت تقولين إذاً ان شرودر وقع في حبك. - نعم مما لا يعني إني عشت معه أي حكاية عاطفية أبداً. لكن احساسه تجاهي حثه على رؤيتي في دور المرأة الطيبة فضلاً عن الشريرة. انها حكاية طريفة لا يعرفها الجمهور ولا تؤثر في النتيجة النهائية للفيلم، فأنا أديت الضحية بلا تردد وأدت صديقتي جنيفر جيسون لي دور المجرمة بفاعلية كبيرة. ماذا عن حياتك العاطفية؟ - ماذا عنها تضحك؟ هل أنت متزوجة؟ - لا لكني مخطوبة الى الممثل ايريك ستولتز زميلي في "أجسام، راحة وحركة". اننا عملنا معاً أيضاً في فيلم "سنغلز" سابقاً ونعيش حكاية حب جميلة من المفروض أن تنتهي بالزواج. جولي دلبي ألا تشعرين بالغيرة حينما يعمل خطيبك في السينما مع ممثلات جميلات غيرك مثلما حدث أخيراً مع النجمة الفرنسية جولي دلبي؟ فقد صرح إيريك ستولتز في التلفزيون بأن جولي إمرأة جذابة. - أحاول الحفاظ على الروح المهنية التي تميزني عادة وعدم الخلط بين العمل والحياة الخاصة. أعرف ان خطيبي يتمتع بالروح نفسها فلا مبرر للقلق. أنا أيضاً أعمل مع رجال غيره ولا يقلون وسامة أو جاذبية عن جولي دلبي تضحك. وأنا أفضلهم عليها في الحقيقة تضحك بصوت عال. ما آخر مشروعاتك؟ - عملت أخيراً في الفيلم الجديد لبرناردو برتولوتشي "بوذا الصغير". انها كانت تجربة مهنية هائلة لأن برتولوتشي هو من أكبر المخرجين الحاليين. الفيلم من النوع الضخم في امكاناته ويحكي حياة بوذا. وغير ذلك بدأت المشاركة في فيلم عنوانه "كاميلا". شكراً لك، وأتركك مع اليابانيين لأن المسؤول عن جدول أعمالك لا بد أن يكون تعب من كثرة تحريك يديه بهدف انهاء حديثنا. - شكراً.