فقدت الأسرة الحاكمة الكريمة ركناً من أركانها وعموداً من أعمدتها ولحق بإخوانه الكرام الذين سبقوه إن شاء الله إلى جنات الخلود وواحات الأمان، فقد كان هذا الأمير، وقد عاشرته عن قرب وغشيت مجلسه في الرياض والطائف كلما سنحت الفرصة إلى ذلك وقد كان عوناً لإخوانه في المشاركة في إدارة دفة الحكم وزيراً للإسكان ووزيراً للبلديات وأميراً لمكة المكرمة، وهو -رحمه الله- ذو أفق واسع وحرص شديد على المال العام، فحينما كلف بمشروعات الإسكان ولرئاسة وزارتها زار كوريا وبعض الدول للاستفادة من خبراتها ومعرفة قدراتها بعد أن تصاعدت أسعار الشركات الأوروبية بشكل كبير وأصبحت كوريا قوة صاعدة منافسة تحتاج إلى العملات الصعبة وامتلاك خبرات التصدير، وقد كان سمو الأمير وقد أحيط بفريق عمل مناسب الدكتور حبيب والمهندس عبدالله الماضي والمهندس سعود اللنجاوي والمهندس نزار كردي وآخرين، وكان يشارك في المفاوضات ويتولى الضغط على الشركات لتقديم أسعار مناسبة، كما كان مجلسه شبه يومي لا يخلو من رجال الأعمال والعلماء الذين يجدون جميعاً التقدير الكامل من سموه، كما أنه رحمه الله كان شهر رمضان يمثل بالنسبة له مناسبة هامة لاكتساب أجر العبادة فقد كان يسكن بجوار الحرم؛ وأظنه يعتكف في العشرة الأواخر في الغرفة الخاص به عند باب الملك عبدالعزيز -رحمه الله-، كما كان دائم التذكير بأعمال البر والخير ولسموه عشق خاص بالرحلات الطويلة وخاصة بالسيارات، فقد زار أمريكا عدة مرات وتجول في أنحائها عن طريق البر، كما زار شرق آسيا أيضاً.. كما أنه سموه قبل ذلك زار عدة مناطق في المملكة إن لم تكن المملكة كلها. كان سموه متديناً ومحباً للعلماء والمشايخ، كما ربطه بمعالي المرحوم الشيخ إبراهيم بن إبراهيم أمير الباحة وآخرين صداقة صادقة امتدت طيلة حياة الجميع.. إنه فقد عظيم وألم فادح لنا جميعاً وأسرته ومحبيه ولكن قدر الله وما شاء الله فعل.. وإلى جنات الخلد ونعيم الخلود -بإذن الله-. رحم الله الرجل الطيب والأمير الفاضل والعالم الجليل ورجل الإدارة الناجح، وعزائي لإخوانه وأبنائه البررة وأسرته الكريمة؛ وللكثير من محبيه الذين اجتمعنا جميعاً على محبته وتقديره ونسأل الله أن يأجر الجميع في مصابهم.. و{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ }.. والله ولي التوفيق.