روح عروبية بدأت تتحرك وتجتاح العواصم العربية الأربع التي ادعت إيران أنها احتلت دولها: العراق، لبنان، اليمن، سورية. كذلك تدعي تركيا أنها قادرة على فصل شرقي أفريقيا من السودان إلى الصومال فصلها عن محيطها العربي والأفريقي، لتحويل بعض المدن الساحلية على السواحل الغربية للبحر الأحمر إلى مدن ذات ولاء تركي وإيراني، خصوصاً المدن الواقعة (قبالة) الشواطئ السعودية نظراً لطول شواطئنا التي تصل إلى 2600 كيلومتر. كما أن إيران تعمل على الهيمنة الشاملة على شمال الخليج العربي ومضيق هرمز الممر الدولي، وبحر عمان، وبحر العرب، وخليج عدن، ومضيق باب المندب، لتطويق السعودية والخليج والشرق العربي بما فيه مصر الواقعة على شمال البحر الأحمر وقناة السويس والبحر الأبيض المتوسط، لكن الروح العربية بدأت تحرك الشارع العربي مضادة للوجود الفارسي والتركي في الأراضي العربية، تحركت في لبنانوالعراق لتمتد على كل الأطالس العربية كما في شعوبيات مرّت في التاريخ الإسلامي عندما كان الأتراك والفرس في الخلافة العباسية يسيطرون على مقاليد الحكم في الخلافة الإسلامية كان العرب ينتفضون ضدهم، والتاريخ يسجلها ويدونها بالصراع الشعوبي. ليست نظرة شعوبية لكنها حماية للجسد والمدن العربية من أي تمدد من غرب آسيا الفارسي، أو من آسيا الصغرى كما يطلق على تركيا، وحتى تعود كل دولة إلى حدودها الطبيعية، فلا وجود لدول تحكم ما وراء البحار كما كانت الدولة العثمانية أو الاستعمار الأوروبي، وإذا رأت إيران أنها نظرة شعوبية فهي شعوبية مرحب بها لحماية الأراضي العربية، فقد استطاعت إيران أن تنهش وتقتطع أقاليم: البلوش والتركمان والأذار والأكراد والعرب الأحواز وأقليات أخرى لتكون عام 1935م دولة إيران بدلاً من فارس التاريخية، وهي تحلم أن تتمدد في الشواطئ الغربية للخليج العربي وتقيم هلالها الشيعي الذي يصل إلى البحر الأبيض المتوسط. لقد فشل حلم فارس في اقتطاع أراضٍ وشعوب عربية كما عملت في تأسيس دولة إيران بعد الحرب العالمية الأولى.