الخليج العربي أصبح اليوم محور حديث السياسة والإعلام ومكاتب الدراسات الاستراتيجية وخبراء الجغرافيا والبيئات. لم يكن الخليج العربي على رفوف المعارف وخزائن العلوم المغلقة، أي تطويه دفاتر النسيان، وبخاصة مضيق هرمز، إنما إيران: - أقنعت العالم زمن حكم الشاه بأن مضيق هرمز مضيق خالص لفارس، ثم لإيران، أي ضمن البحار والأراضي الإيرانية، وليس ممرًّا دوليًّا. - ثورة 1979 الإيرانية التي جاءت بالملالي أرادت أن تمحو الحديث عن عروبة مضيق هرمز أو عالمية المضيق، إنما أرادت غمر شواطئ الخليج العربية، والاستحواذ عليها؛ لتصبح فارسية. - وتريد إيران أن ينسى العالم أنه ممر طبيعي، وأنه نتج بإذن الله بفعل حركة الصفيحة العربية والإيرانية قبل آلاف السنين، وليس قناة بفعل الإنسان تمت بالحفر وتوصيل البحرين ببعضهما: بحر شمال الخليج وصله ببحر عمان؛ فيكون لها الحق والملكية الدولية. إذا عدنا إلى المعلومات الخاصة بالخليج العربي، وبالتحديد مضيق هرمز محور الصراع، تتكشف لنا حقائق في تأصيل الخليج العربي، وعروبيته قبل أن يكون فارسيًّا أو إيرانيًّا: - الخليج العربي بجسده الكبير الحد الشرقي للجزيرة العربية، ومضيق هرمز حلقة الوصل بين الخليج العربي وبحر العرب والمحيط الهندي. - الخليج العربي برمته من بقايا بحر تيثس العظيم الذي كان في أزمنة قديمة متصلاً بالبحر الأبيض المتوسط، وأراضي هذا البحر الجاف واليابس من الخليج حتى البحر المتوسط هي اليوم المصدر الكبير للنفط والغاز والفسفور والأسمدة، أي كبرى المناطق في العالم لمخزون المعادن السائلة والصلبة في الأراضي السعودية والكويت والعراق والأردن. ليست كل الصراعات شرورًا، بل ربما كانت كل الخير للدول. وهذا ينطبق على مضيق هرمز لقطع ادعاءات إيران بملكية مضيق هرمز الممر الدولي لأقرب للشواطئ العربية لخليج أو بحر عمان وسوريا. وجود القوات الأمريكية والغربية والآسيوية التي توجد قطعها الحربية بالخليج قد يفرض خرائط تنظيمية لحركة الملاحة الدولية، ويزيل ادعاءات إيران بإغلاق المضيق والتحكم بحركة التجارة الدولية.