قال رئيس المكتب السياسي لحركة النضال العربي لتحرير الأحواز أحمد مولى إن التوسع الفارسي في المنطقة، لم يكن وليد هذه المرحلة، بل ترتبط جذوره بالحركة الشعوبية البغيضة التي أطّرتها سياسياً الحركة الصفوية، وطبقت مراحلها الحركة الخمينية عملياً على الأرض، الخميني استخدم فتوى ولاية الفقيه لتكون الحامل للتوسع الإيراني في المنطقة العربية. وأشار مولى في حوار خاص مع «الشرق» إلى أن الانقلاب الحوثي في اليمن كان بمنزلة حلم كان يراود الفرس بمد سيطرتهم على الجنوب العربي، مؤكداً أنه لا يمكن مواجهة وهزيمة المشروع الفارسي إلا بمشروع عربي متكامل تكون فيه القضية العربية الأحوازية محوراً رئيساً. إيران اعتمدت على فكرة ولاية الفقيه، التي من خلالها استطاعت اختراق الجسد العربي، ومع الأسف لولا هذه الفتوى لما كان الحوثيون في اليمن وتنظيمات عراقية وغيرها في الدول العربية الأخرى ينقادون من قبل حكام طهران، وصول إيران إلى صنعاء ودمشق وبيروت وقبلها بغداد تأسس على هذه التبعية، التي استخدمت الدين لمآرب سياسية توسعية وتحقيق حلم فارس الإمبراطوري، وتقويض فتوى ولاية الفقيه يعتمد على المرجعيات الدينية الوطنية والعربية، الذين يجب أن يتصدوا لاستغلال الفرس للعامل الطائفي عبر ولاية الفقيه الفارسي. ووصول الإيرانيين إلى صنعاء هو الحلم، الذي تحقق لإيران بفعل الظروف الحالية التي تعيشها المنطقة، والتي تقف إيران واثقة من نفسها من خلال سيطرتها على قطاعات شعبية آمنت بالولي الفقيه قائداً لها، وعبرت الحدود القومية وهذا ما اتبعته في إستراتيجيتها للتعامل مع واقع وأحداث المنطقة العربية. كما أن الوضع في الشرق الأوسط يشهد فراغاً إستراتيجياً بغياب النظام العربي والفوضى، التي حدثت بعد الربيع العربي منذ أربع سنوات، اليمن كغيره من بلاد العرب من العراقوسورياولبنان يشكل أهمية خاصة في المشروع القومي الفارسي بسبب موقعه الجغرافي المهم المطل على مضيق باب المندب، والحاضن لخاصرة المملكة العربية السعودية، التي أصبحت الحصن الوحيد الذي تعلق عليه آمال أجيالنا الحاضرة بعد سقوط بغداد عاصمة الرشيد عام 2003م. وهزيمة ومواجهة المشروع الفارسي تبدأ باختراق الجبهة الداخلية لإيران عبر الأحواز، وذلك من خلال مشروع عربي متكامل، وهذا ما نؤكده دائماً، لاستعادة زمام المبادرة تجاه ما يجري في الشرق الأوسط، ولهذا يجب أن تكون القضية العربية الأحوازية محوراً رئيساً في المرحلة القادمة، نظراً لأهمية الأحواز في نقل المعركة إلى داخل جغرافية ما تسمى بإيران، واستعادة الحق العربي المشروع بتحرير الأحواز، وإعادة الفرس إلى خلف جبال زاجروس. النفوذ بدأ في لبنان مع تشكيل حزب الله اللبناني، ومن ثم جاء التدخل المباشر في العراق بعد سقوط نظام صدام حسين، وكان أول نتائج مشروع ولاية الفقيه الذي صمم كما أشرنا لتحقيق الحلم الفارسي، والمشروع التوسعي الإيراني لم يكن وليد هذه المرحلة، بل ترتبط جذوره بالحركة الشعوبية البغيضة، التي أطرتها سياسياً الحركة الصفوية وطبقت مراحله الأولى الحركة الخمينية عملياً على الأرض. لذلك يأتي هذا التوسع الإيراني (وليس التدخل) من منطلق الثابت الفارسي، الذي يؤمن بإعادة الإمبراطورية الفارسية على حساب العرب في المنطقة. وأن الوجود الأجنبي الإيراني في سورياوالعراق هو مرحلة من مراحل المخطط الفارسي الخطير، الذي يهدف إلى ربط الهيمنة الفارسية في الخليج العربي بالبحر الأبيض المتوسط، لكي تكتمل حلقة التطويق على المشرق العربي، خصوصاً بعد سيطرة الحوثيين على اليمن. يجب أن نتناول هذا الموضوع من ناحيتين أساسيتين، الأولى ترتبط بالوعي الوطني العام، الذي يتزايد بشكل مطرد، وأصبحت القاعدة الشعبية مهيئة لأي تحرك نضالي ضد المحتل الفارسي، والمظاهرات الأخيرة في الأحواز التي ندد شعبنا من خلالها بوجود العدو اللامشروع في أرضنا وسياساته الإجرامية، التي تستهدف الأرض والإنسان الأحوازي، خير دليل على ذلك. أما من الناحية الثانية، فهو الحراك الوطني الذي يرتبط بإستراتيجية الحركة وعملها التنظيمي في الداخل والخارج، واستطاعت الحركة في فترة زمنية لا تتخطى بضعة أعوام أن تتجذر في أوساط الجماهير الأحوازية وتشكل الركائز الأساسية للعمل المطلوب والمقاوم. وتمكنت الحركة من توجيه ضربات موجعة للعدو تركت فيه آثاراً بليغة مادياً ومعنوياً. كما وضعت الحركة لتحركها ونشاطها في الخارج برنامجاً مهماً حققت من خلاله أهدافاً وطنية جوهرية ونجاحات متميزة على الصعيد السياسي والإعلامي والحقوقي، وسيكون عام 2015م عاماً حافلاً بالعمل والفعاليات الوطنية المهمة، التي تتمثل في تسيير الوفود إلى جهات عربية ودولية على المستوى الرسمي، وأيضاً على مستوى المؤسسات الحزبية والشعبية وإقامة مظاهرات حاشدة في أوروبا وخارجها. وهنالك جهد حثيث لإقامة مؤتمر في إحدى الدول العربية، واكبه عمل ميداني مقاوم في الداخل سيكون له الأثر البالغ والموجع على مؤسسات العدو الأمنية والعسكرية والاقتصادية، وفعاليات مؤثرة أخرى. ليس يتيماً ونحضر لمؤتمر، حيث وضعت الحركة ضمن أولويات عملها في هذا العام إقامة مؤتمر في إحدى الدول العربية الشقيقة إذا ما توافرت الظروف المناسبة لهذا الأمر. لأننا نعلم جيداً أهمية عمقنا العربي في صراعنا مع العدو الفارسي. ومؤتمر لاهاي كان نقلة نوعية في العمل الوطني الأحوازي بسبب المشاركة العربية الفاعلة، التي جسدتها عملياً الوفود العربية، التي توافدت من 16 دولة عربية شكلتها شخصيات سياسية وحقوقية وإعلامية مهمة، تناولت القضية العربية الأحوازية من جوانب مختلفة بغية استعادة الحق العربي المغتصب فارسياً. وهذا شكَّل منطلقاً صلباً للتحرك نحو المؤسسات العربية والدولية.