عاش لبنان منذ استقلاله من فرنسا عام 1943م على التباين والتنوع بين السياسة والسكان والدين والمذهب، وهذا ليس عيباً بل العيب في الطائفية التي جرت لبنان إلى آخر ركن من أركان الدولة الضيق، عندما انتقلت لبنان من دولة إلى قاطرة ضمن قاطرات تجرها إيران، ثم تحولت من دولة اعتبارية إلى ميليشيات شيعية يديرها حزب الله. تم إيجاد حزب الله وتسليحه من أجل محاربة إسرائيل وتحرير القدس، لكنه حارب إسرائيل مرة واحدة وحارب لبنان وسكانه مرات عدة، رفع السلاح في وجه اللبنانيين منذ عام 1979م منذ زمن الثورة الإيرانية، وبالتالي اليوم يجر المشروع الإيراني إلى ساحات الشعب، الذي هو الحل والخلاص من إرث سياسي خلفه لها الاستعمار الأوروبي الفرنسي حكم الطائفية السياسية، وهيمنة الحزبية السياسية الذي تورطت به لبنان برغبة بعض الساسة في الغوص بدهاليز إيران حتى أصبحت دولة وحكومة ميليشيات حزب الله. لا يعاني لبنان من الفساد المالي والإداري فقط وتحول المحاصصة إلى توزيع غنائم بين القوى النفعية، وإنما إلى فساد سياسي بفعل إيران التي جعلت من حزب الله وحسن نصرالله إلى الحاكم بأمره، وجعلت لبنان عبر خط طويل يبدأ من طهران مروراً ببغداد ودمشق حتى جنوبلبنان إلى مستودع للأسلحة التي تستخدم لإرهاب الشعب للبناني. المذهبية الشيعية التي ترفعها إيران عبر حزب الله في لبنان هي غطاء إلى رغبة أكبر مد النفوذ السياسي الإيراني في الوطن العربي في العراق وسوريا ولبنان واليمن والبحرين والتي أعلنت بعد الربيع العربي 2010م، حيث كشفت إيران عن نفسها من تصدير المذهبية في الثمانينات إلى الأطماع السياسية، كما حدث في العراقولبنان واليمن كممارسة مباشرة للهيمنة السياسية، لكن حصار أمريكالإيران، وحصار الخليج لحزب الله وكشف الأوراق المالية للبنان، ومقاطعة الدول العربية الرباعية لقطر وتحجيم دور ها المالي، هذه الخطوات حصار إيران وقطر المالي والسياسي والعسكري خلق هذا الظرف السياسي إلى لبنان للانتفاضة الشعبية، وهي فِي طريقها إلى إسقاط التبعية لإيران وعودة لبنان إلى الدائرة العربية.