انتقل إلى رحمة الله تعالى معالي الأخ المهندس عبدالعزيز الزامل (أبو أسامة) يوم الأحد الفائت، نسأل الله تعالى أن يجعله في جنات النعيم مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، كما نسأله تعالى أن يجعله ممن أحبهم وابتلاهم. نعم، رحل أبو أسامة (وهذه سنَّة الله تعالى)، وكل من يعرفه وتعامل معه يدعو له بالمغفرة والرحمة. لقد عرفت أبا أسامة منذ أكثر من أربعين عامًا في مجال الصناعة ورافقته في السفر في أعمال رسمية. كان دقيقًا جدًا في عمله وقراراته، ويأخذ أكثر من رأي قبل اتخاذ قراره مراعيًا المصلحة العامة والوطنية فوق كل اعتبار، ومن صفاته أيضاً الهدوء وقلة الكلام (من غير ضعف)؛ لأنه من نوع الرجال الذين يسبق عقلهم لسانهم، ولأنه يحب أن لا يغلط على أحد، كان يعطي الصلاحيات لمرؤوسيه ويتابعهم. عرفته (معرفة أولية) عندما كان مديرًا للخدمات الفنية بمركز الأبحاث والتنمية الصناعية، الذي كان مقره ملاصقًا لمبني وزارة التجارة والصناعة وكان يحضر لجنة توزيع أراضي المناطق الصناعية والتي أنشأت بالتعاون بين المركز (ممثلاً للإدارة العامة للصناعة والكهرباء) والمنظمة الدولية للتنمية الصناعية (يونيدو)، كما أنه -رحمه الله- وزملاء آخرين له من المركز من مؤسسي شركة الصناعات الأساسية (سابك). والتي أنشئت على أسس صحيحة كشركة مساهمة تملك الحكومة فيها 70 % وكان نائبًا لرئيس الشركة، ولهذا فهو من مؤسسي صناعة البتروكيماويات بالمملكة، ثم عملت معه بالقرب كوكيل مساعد للصناعة وأمين عام لجنة الاستثمار، ثم مدير عام الدار السعودية للخدمات الاستشارية -كما ذكرت سابقًا - أنه كان دقيقًا وحريصًا على التطوير في العمل. في عهده كانت الدار تعد (دليل الاستثمار الصناعة بالمملكة) باللغتين العربية والإنجليزية، ثم أصدرته بلغات أخرى أذكر منها الفرنسية، وتشرّفت بالعمل معه في الوفود الرسمية (الصناعية) ومنها اللجنة السعودية السويسرية التي كانت برئاسته من الجانب السعودي، وكان تواصله مع أعضاء الوفد بشكل دائم ويحرص على إبلاغهم بمواعيد الزيارات والاجتماعات. كان سكرتيره الخاص (عبدالعزيز العباد - رحمه الله-) يقوم (بناءً على تعليمات معاليه) بالاتصال بالسفارات والتنسيق معها حول كل ما يخص الزيارة ومكان الإقامة وأوقات الصلاة. لقد كان معاليه محبوبًا عند الناس وعند القيادة، يذكر -رحمه الله- بأن الملك فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله- كان يدعوه بالدكتور، فقام الدكتور غازي القصيبي -رحمه الله- بإبلاغه بأن المهندس عبدالعزيز ليس دكتوراً، فأجابه الملك بأنه دكتور عندي وهذه شهادة بمكانته لدى الملك فهد -رحمه الله-. لقد كنت نعم القائد ونعم الأخ ونعم الصديق الوفي. هذا هو عبدالعزيز الزامل رحمة الله عليه، الذي لم تفقده عائلته وإخوانه وأبناؤه فقط؛ لقد فقده كل من عرفه وعمل معه، والحمد الله على قضائه وقدره. ** **