أكد صناعيون واقتصاديون ورجال أعمال ان بصمات الراحل حمد الزامل «رحمه الله» تسجل في تاريخ الصناعة في المملكة؛ كونه قد اسهم في رسم خارطة طريق لمصانع جديدة في مجالات عديدة، وخاصة في توظيف الصناعة في قطاع البتروكيماويات، وأن يكون له نصيب في الاعمال المساندة لشركة أرامكو السعودية، ووضْع خطط تنموية بعيدة المدى هدفها النهائي النهوض باقتصاد المملكة. كما اتفق المتحدثون على أن فقدان شخصية بحجم حمد الزامل يعتبر خسارة كبرى للقطاع الصناعي والتجاري وحتى الاجتماعي لما كان يملكه الفقيد «يرحمه الله» من مبادرات كبرى في ترسيخ ثقافة خلق كيانات اقتصادية وطنية كبرى. وأوضح الصناعيون خلال حديثهم ل «اليوم» أن الراحل الزامل أنشأ امبراطورية صناعية، مهتمة باستقطاب الشباب السعودي وتوظيفهم وإحلالهم، خاصة في مجموعة الزامل، وعمل على تحويل الشركات إلى مساهمة كي يستفيد منها رجال الاعمال والمواطنين سواء للمشاركة في هذه الأعمال أو التوسع في المجالات بشكل اكبر. في البداية، أوضح رئيس الغرفة التجارية في المنطقة الشرقية عبدالرحمن العطيشان قائلا: إن علاقتي مع الشيخ حمد قديمة جدا كصديق ورجل أعمال، فالشيخ حمد كان صاحب الابتسامة الدائمة التي لا تفارقه، وهو الرجل صادق القول الذي إن قال أوفى، فرحمة الله عليه هو من الأشخاص القريبين من الجميع، وكذلك الممازح للصغير قبل الكبير، له فضل كبير بعد الله على عائلته، وهو الميزان بالنسبة لهم، جميعهم يعود له في أي صغيره وكبيرة من قوة حكمته، جعل الجميع يحترمه بأخلاقه وطيبته وتواضعه، فهو رجل شخصيته لم تتغير من بداياته وحتى انتقاله إلى رحمة الله. وأضاف العطيشان: إن الشيخ حمد ترأس غرفة الشرقية وكان له بصمة رائعة في جميع المجالات والتطوير، ترأس العديد من اللجان والوفود، صاحب انجازات كبيرة يشهد لها الجميع. كانت زياراته للغرفة باستمرار، زارني في أغلب المناسبات، كنا نستمتع لتوجيهاته وآرائه، فالكثيرون استفادوا من خبرته الكبيرة، رجل من الطراز الأول، ومن أساطير رجال أعمال المملكة، رحم الله العزيز الغالي والفقيد الشيخ حمد الزامل وأسكنه الله فسيح جناته. فيما قال عضو مجلس الشورى وعضو مجلس إدارة غرفة الشرقية عبدالرحمن الراشد: «علاقتي بالأب الشيخ حمد الزامل علاقة عميقة، تنطلق من علاقتنا بأسرة الزامل منذ زمن بعيد، وعملي معه من خلال غرفة الشرقية، كان لا يبخل علينا بالنصح والإرشاد، وكان صديقا وأخا وولدا ومعلما لن تنساه المنطقة الشرقية ولا أهلها، قدم لها الكثير وما زالت أعماله الخيرية مستمرة حتى بعد وفاته رحمه الله». وأضاف: «كان واضحا للجميع حجم هذا الرجل من خلال الجموع الغفيرة التي حضرت مراسم العزاء، وإن دل هذا على شيء فإنه يدل على حجم المحبة التي يكنها له الجميع، ومقدار الاحترام في قلوب الناس لهذه القامة». وذكر رجل الأعمال أحمد الرميح أن الشيخ حمد الزامل كان قريبا للقلب، قد عملت معه من عام 94 - 98 م، نائبا له برئاسة الغرفة التجارية بالشرقية، حيث أسسنا اللجان السياحية والعقارية والمنتسبين، ومنذ ذلك الوقت والعلاقة تزداد حميمية ومحبة، وكان «رحمه الله» مرحا جدا ومحبا للخير، وودودا لا يتردد بالنصيحة والمساعدة، فأحببت أن أركز على علاقاته الانسانية لأن الكثيرين سوف يتحدثون عن مكانته الاجتماعية والتجارية. كما قال الرميح: إن خبر وفاة أبي عبدالله «رحمه الله» كانت فاجعه لنا، فقد فقدنا أخا عزيزا وغاليا، جمعنا الله معه في جناته، وأقدم عزائي لأسرته الكريمة كافة ولمحبيه. قال نائب الرئيس والعضو المنتدب لشركة الجميح للسيارات عضو مجلس ادارة غرفة الشرقية ابراهيم الجميح إن الشيخ حمد -رحمه الله- فقيد للجميع وليس لأسرة الزامل فقط، فتربطني به علاقة أخوية قوية، وجمعتني به مناسبات كثيرة، كان خلالها مبتسما دائما ومحبا للخير، وصاحب النصائح الجميلة، فله أيادٍ بيضاء في جميع الأعمال الخيرية والاجتماعية، وصاحب آراء تفيد الجميع، وكان أحد أبرز رواد الأعمال في المنطقة الشرقية خاصة، وفي المملكة عامة، فندعو له بالمغفرة والرحمة في هذه الأيام المباركة وفي هذا الشهر الفضيل، وجمعنا الله به في جناته. من جهته، قال رئيس مجلس إدارة شركة سمو، عايض بن فرحان القجطاني: «فقدت المنطقة الشرقية عميد الصناعة والتجارة، الشيخ حمد عبدالله الزامل، نائب رئيس مجلس إدارة مجموعة الزامل القابضة، والذي كانت له اسهامات كبيرة في تطور المنطقة الشرقية على كافة المستويات الاقتصادية والاجتماعية والخيرية. كان والدا ومعلما وأخا للجميع، وكان من رواد العمل الخيري على مستوى العالم الإسلامي. تقلد العديد من المناصب التي كان يعتبرها تكليفا لا تشريفا، فكان رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية والصناعية بالمنطقة الشرقية، ورئيس مجلس إدارة الغرف التجارية والصناعية بالمملكة العربية السعودية، ورئيس لجنة المدينة الصناعية الأولى والثانية بالدمام، ونائب رئيس مجلس إدارة الغرف التجارية لدول مجلس التعاون الخليجي، ونائب الرئيس لغرفة التجارة العربية البلجيكية، وعضو مجلس الإدارة لشركة الخطوط الجوية العربية السعودية، وعضو مجلس إدارة شركة الزامل للاستثمار الصناعي، وعضو مجلس إدارة المجموعة السعودية للاستثمار الصناعي (شيفرون) وغيرها الكثير. من جهته، قال رئيس شركة الحاكمية للتطوير القعاري ردن بن صعفق الدويش: «رحم الله فقيدنا جميعا ووالدنا الشيخ حمد الزامل رجل الصناعة والتجارة ورائد العمل الخيري في المنطقة الشرقية، وألهم اهله الصبر والسلوان». وأضاف: «خسرت المنطقة الشرقية والمملكة عموما رجلا نادرا ومثالا يحتذى به على كافة المستويات». أعرب عبدالحكيم بن حمد العمار الخالدي - عضو مجلس الادارة ورئيس لجنة المقاولين بغرفة الشرقية - عن عميق حزنه لوفاة حمد بن عبدالله الزامل - رحمه الله - أحد رجال الأعمال المعروفين على مستوى المملكة العربية السعودية، ولكنّ عزاءنا أنه - رحمه الله - قد انتقل إلى الرفيق الأعلى في هذه الأيام المباركة في العشر الأواخر من الشهر الفضيل شهر رمضان المبارك، وما رأيناه من توافد الحشود الكبيرة والعظيمة وقت مواراته الثرى لتقديم واجب العزاء ما هو إلا دليل على ما يتمتع به وتتمتع به أسرة الزامل بأسرها بمحبة واحترام الناس، فأسرة الزامل لها يد عليا في توطين شباب وشابات وطننا الغالي، إلى جانب الأعمال الخيرية التي تشارك بها، فتلك هي الباقيات الصالحات من الأعمال، وسيبقى الشيخ حمد الزامل - رحمه الله - في ذاكرة الجميع مثالاً يحتذى به لكل صغير وكبير، لما رأيناه من تفانيه في العمل وحكمته وسمعته وعطائه الخيري، فسجله حافل بالإنجازات الاقتصادية والخيرية العظيمة، داعياً الله العلي القدير أن يحشره مع الذين أنعم عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وأن يُلهم أهله وذويه الصبر والسلوان. وقال رئيس اللجنة التجارية بغرفة الشرقية محمد القريان: «رحم الله رجلا سيخلد ذكره بأعماله الخيرية وكل ما قدمه في مجالات الصناعة والتجارة، الشيخ حمد الزامل كان مثالا للنقاء وكان ملهما لكثير من أبناء جيله، وسيكون ملهما للعديد من أبناء الأجيال الحالية والقادمة». وفي نفس السياق، أوضح الخبير الاقتصادي عبدالله المغلوث أن بصمات رجل الاعمال والاداري حمد الزامل «رحمة الله عليه» توثق مسيرته البناءة في سعيه المستمر من خلال خبرته وتجاربه أن يستقطب ويشارك الشركات الاجنبية الامريكية والاوروبية وغيرها، لكي ينشئوا مصانع بالمشاركة، وسعى من خلال فكره أن يأتي بمصانع جديدة تخدم السوق السعودي والمصانع في مجال البتروكيماويات، وأن يكون له نصيب في الاعمال المساندة لأرامكو السعودية. فيما أكد الملغوث أن هذا الرجل وإخوته لهم الفضل الكبير بإنشاء امبراطورية صناعية، مهتمة باستقطاب الشباب السعودي وتوظيفهم وإحلالهم بمجموعة الزامل، وعمل على تحويل الشركات إلى مساهمة كي يستفيد منها رجال الاعمال والمواطنين سواء للمشاركة في هذه الأعمال أو التوسع في المجالات بشكل اكبر، وكان يسعى خلال وجوده في رئاسة الغرفة التجارية في الشرقية إلى أن يرسم ملامح الخطط لإنجاح نشاط الغرفة من خلال استقطاب كوادر سعودية مؤهلة تخدم الغرفة لتحقيق أهدافها. من جانبه، أوضح الخبير الاقتصادي الاستاذ الاقتصادي في جامعة الطائف الدكتور سالم باعجاجة أن الفقيد حمد الزامل من المؤسسين للدور الصناعي في المنطقة الشرقية في بداياته بالجبيل، وله دور اقتصادي مهم في إنماء اقتصاد المملكة العربية السعودية، وتوفير الكثير من المنتجات واحتياجات المواطنين، معتبرا الشيخ حمد من القلائل الذين عملوا في عدة مجالات ونجحو وطوروا وأبدعوا فيها، كما أوضح أن له أيادي بيضاء في المشاريع الخيرية في الشرقية وفي المملكة، سائلاً المولى أن يتغمد الزامل بواسع رحمته. فيما أوضح ابراهيم بترجي عضو لجنة الصناعيين في غرفة جدة أن رحيل حمد الزامل خسارة كبيرة للمنطقة الشرقية والمملكة، خصوصا أن الراحل ترك بصمات واضحة في العديد من المواقع التي تقلد مسؤوليتها، ولعل أبرزها رئاسة مجلس إدارة غرفة الشرقية، حيث بذل جهودا كبيرة في سبيل الارتقاء بالغرفة لتكون في مصاف الغرف ليس على مستوى المملكة ولكن على المستويين الخليجي والعالمي، وأن الفقيد لعب دورا حيويا ومهما في النجاحات الكبيرة التي حققتها مجموعة الزامل في الكثير من المجالات الاقتصادية، مشيرا إلى أن الفقيد قدم دورا حيويا بالتعاون مع أسرة الزامل في بناء كيان اقتصادي كبير، فالمجموعة تتشعب أعمالها واستثماراتها في العديد من الدول العالمية، وذكر أن المنطقة الشرقية فقدت رجلا حقيقيا من رجالات الاقتصاد الذين يمتلكون رؤية اقتصادية ثاقبة في اقتناص الفرص في العديد من الدول العالمية، الأمر الذي تمثل في التوسع الكبير في مختلف المجالات الصناعية، معتبراً الزامل من الرجال الذين حفروا أسماءهم في ذاكرة المنطقة الشرقية. فيما أكد رئيس لجنة المقاولين بالغرفة التجارية بالرياض فهد الحمادي، أن حمد الزامل كان شخصية مؤدبة من الرعيل الاول ويعتبر مدرسة من المدارس التجارية التي تخرجت منها أجيال كانت صفاته التواضع وعدم المزايدة على الاخرين في أي شيء كان. وقال الحمادي ان حمد الزامل يعتبر من رواد كيان أسرة الزامل وهي اسرة تجارية عريقة، لافتا الى أن حمد الزامل امتزجت شخصيته برجولة الماضي والتي كانت صفة الكثير من الرعيل الأول والفكر الحضاري وهي جزء من صفاته العديدة المحمودة. وأفاد رئيس لجنة المقاولين بالغرفة التجارية في الرياض، بأن فقدان شخصية اقتصادية تمتلك رؤية مستقبلية خسارة كبرى، فقد ساهم الفقيد من خلال المبادرات التي اطلقها في تشكيل كيانات اقتصادية اخذت دورها في الاقتصاد الوطني في الوقت الراهن، مضيفا ان الروابط الاسرية مع اسرة الزامل ليست جديدة، فالعلاقة وطيدة منذ عقود طويلة وقد امتدت على مر السنوات، واصفا الفقيد بمثابة الاب الذي شكل موته فاجعة على الاطار الشخصي. في شأن متصل، ذكر عجلان العجلان رئيس مجلس إدارة مجموعة شركات عجلان وإخوانه، أنه عرف الشيخ حمد العبدالله الزامل منذ 20 عاماً، ووصف تلك الفترة بالقصيرة، فكثير من رجال الأعمال كانوا يأخذون بنصح الزامل وتوجيهاته، وكذلك الاستفادة من خبرته الطويلة في المجالين التجاري والصناعي. وبين العجلان، أن الشيخ حمد- رحمه الله- كان من رجال الأعمال المخضرمين ورواد الأعمال الذين وضعوا بصمات في التجارة السعودية، وكان مصدر نصح وإلهام لرجال الأعمال، وكان يحضر ويساعد ويشجع كل النشاطات التجارية والاقتصادية في المنطقة. وحول التزامه بالمواعيد والاجتماعات، قال العجلان: «كان الالتزام أحد صفات الشيخ حمد الزامل بجميع مواعيده، وهي تعتبر صفة رجل الأعمال الناجح، وكان الشيخ حمد مشهورا بهذا الجانب لكل من تعامل معه، وكان يهدد بالضرب بالعصا التي يتكئ عليها لمن يتأخر عن المواعيد على سبيل المزح وهو يقصدها». وأضاف: «لا شك أنه رجل أعمال ناجح وقدوة لنا جميعاً، فهو رجل صناعة من الدرجة الأولى، وحقق نجاحات في المجالين الاقتصادي والصناعي، وخدم بلده المملكة ومجتمعه من خلال تشجيع الشباب السعودي في العمل في شركاته، وكان جزء من شركاته ليس الهدف منه الربح، وإنما خدمة المجتمع». ويتذكر عجلان العجلان، أنه قابل الشيخ حمد- رحمه الله- عدة مرات خلال مسيرة حياته، ووجده ذاك الرجل البسيط في تعاملاته، لدرجه أن كل من يلتقي به لا يتوقع أنه هو رجل الأعمال الذي يدير امبراطورية صناعية عظيمة، فكان يضحك بعفويه، ويُمازح الجميع، ويتحدث ببساطة يُغبط عليها. واستطرد بقوله: «أبو عبدالله كان قريبا من كل عمل خير، فهو وعمل الخير متلازمان، أيضاً كان يشجع المضي قدماً على ذلك، ومشهودا له في حُب الخير والتشجيع وعدم التوانِي في فعله، ومن معرفتي به كان سباقا في هذا الجانب، ولا يتردد يوماً في فعل المعروف وزرع حب صناعة المعروف بين الناس». وعاد العجلان، ليؤكد أن الناس شهود الله في أرضه، وأدعو الله أن يرحم الفقيد، فهو فقيد للوطن وللاقتصاد السعودي، وكذلك الشباب السعودي الذي وقف مع الكثير منهم، وكانت له بصماته في هذا الجانب عبر توظيف الآلاف منهم، وعزاؤنا فيه سيرته الطيبة وأبناؤه وعائلته.