1. الفردانية تعني إعلان الحق الشخصي في التفرد في تحقيق الذات وممارسة الحياة كما يريد ويشتهي الفرد والعيش بحرية دون قيود.. وأن أفعاله وممارساته تعتبر فردية شخصية لا علاقة لأحد بها ولا يتحمل مسؤوليتها إلا هو.. فهو الذي يختار نمط حياته.. ويعطي ذاته الأولوية الأولى في التعليم والتثقيف والتطوير.. والتنعم بالحياة من سفر وترفيه دون رقابة أو حصار. 2. الفردانية أعلت من شأن الاهتمام بالذات جسداً وروحاً.. وتم الالتفات إلى الطقوس الشرقية كالتأمل واليوغا والمساج.. وأصبحت الأولوية للجسد باعتباره وعاء الذات.. فزاد الاهتمام بالرياضة والغذاء الصحي والمأكولات العضوية. 3. الفردانية أثرت على مستوى الشكل الشخصي.. فظهرت عمليات التجميل، والتخسيس، وزرع الشعر، ونزع الشعر، وتكبير بعض أجزاء الجسد، أو شد تجاعيد الوجه، أو نحت الأنف.. حتى صار إعادة تشكيل تضاريس الجسد أمراً عادياً. 4. الفردانية الشخصية رفعت من ممارسات كانت في حكم العيب سابقاً وأصبحت في حكم السائد اليوم مثل العلاقات العابرة وتجريب الغراميات المؤقتة.. وأصبح في الغرب من العادي وجود ما يسمى «الأم العزباء».. بل إنه اليوم هو السائد هناك.. أيضاً زاد من الاهتمام بالنفس وملاحقة كل طريف مثير من خلال وسائل التواصل الاجتماعي.. وأصبح بإمكان الفرد إقامة جدار عازل بينه وبين كل ما يعكر صفو حياته. 5. وسائل التواصل الاجتماعي فتحت للفردانية أوسع الأبواب لتحقيق استقلاليتها.. فأصبح لكل شخص قناته الخاصة التي يعلن فيها عن رأيه وموقفه من كل شيء وفي كل شيء بحرية. 6. الفردانية ليس لها امتداد تاريخي بل هي وليدة الثورة الاتصالية الحديثة وتطورات ما بعد الحداثة.. وألغيت فيها قيم يُنْظر لها على أنها قيم عليا مثل التضحية والولاء وأعراف المجتمع.. وتضاءل الاهتمام بالقضايا العامة المطلقة كالقضايا الأخلاقية أو القيم الإنسانية أو الرموز الدينية أو المواقف السياسية. 7. وحيث إن الفردانية هي الاستقلالية الشخصية فهذا بدوره يسقط الرموز والقدوات.. ويزيد من صعوبة التأثير الأيديولوجي الجمعي.. ويمنع إثارة الحشود.. ويُسقط الأصنام.. وتصبح جودة الحياة هي المعيار الوحيد للحياة.. وهذا من شأنه أن يذيب المجتمعات النمطية.. ويرفع من الهوية الشخصية الفردية.