هذا عنوان كتاب للدكتور عبدالرحمن الشبيلي، أهداني نسخة منه قبل شهرين تقريبًا في ندوة د. عبدالمحسن القحطاني. وهو - أي العنوان - اختصار للمثل القائل: «خُطى كتبت علينا مشيناها.. ومن كتبت عليه خُطى مشاها». ويميل أسلوب الكتاب إلى السرد التاريخي التوثيقي لمسيرة المؤلف العلمية والعملية. وقد ركزت في قراءتي على الجانب الإعلامي؛ لأنه يمثل الخُطى - قليلة الزمن كثيرة العطاء - مع أستاذي د. الشبيلي؛ فقد انتقلت من وكالة الأنباء السعودية إلى التلفزيون عام 1976 م تقريبًا مديرًا للتبادل الإخباري، وحضرت أول ندوة للتبادل الإخباري في بغداد في العام نفسه، واستمعت إلى النقاش والمفاوضات بين اتحاد الإذاعات العربية المنبثق من الجامعة العربية واتحاد الإذاعات الأوروبية، وكان صلاح عبدالقادر من مصر هو رئيس اتحاد الإذاعات العربية، وهو يمثل - أيضًا - التلفزيونات العربية. وقصارى القول إن الجانب الأوروبي كان يفرض مادته الإخبارية بمقابل مادي، ويقبل التبادل مع الجانب العربي دون مقابل مادي، ودون وعد بنشر أو عرض أو إذاعة ما في الحقيبة الإخبارية العربية على شبكة الإنتلسات في كل من بروكسل ولندن وبراغ. وبالطبع، لم تكن هناك عدالة في التدفق الإخباري بين العرب وأوروبا. ولعل وكالة أنباء الشرق الأوسط هي الوكالة العربية التي نجحت في تمرير أخبار العالم العربي إلى أوروبا، وتأتي بعدها وكالة الأنباء العراقية. وكانت اليوروفيزون (اتحاد إذاعة وتلفزيون أوروبا) تعقد كل يوم مؤتمرَين صحفيَّين صباحًا ومساء، تقرر فيهما بث وعرض ونشر القصص الإخبارية التي تهم العالم، ولم يكن بينها عربي إلا ما ندر. وخبر الحج -مثلاً - أُشير إليه إشارة عابرة بلقطة تلفزيونية عابرة أيضًا مقابل حجز المملكة على القمر الصناعي الأوروبي بمبلغ باهظ. هذه هي خُطى التبادل الإخباري بيننا وبين أوروبا. وعلى الرغم من ذلك أصبحت المملكة - آنذاك - عضوًا غير رسمي في اليوروفيزون. وأتوقع أن التبادل الإخباري في الوقت الراهن خَطى خُطى جيدة في سبيل عدالة التدفق الإخباري بين العرب عمومًا، المملكة خصوصًا. هذا ما أحببت تسجيله من خُطى رائعة مع د. الشبيلي الذي كان له الفضل في ابتعاثي مع عشرة من زملائي إلى بريطانيا لدراسة اللغة الإنجليزية التقنية الخاصة بالتلفزيون، مع التدريب على الإخراج والإدارة والإنتاج في كلية تلفزيون طومسون بجلاسكو عاصمة اسكتلندا. كانت بعثة حافلة بالنشاط والحيوية في التدريب التلفزيوني، سواء في مجال الأخبار أو الدراما أو البرامج الحوارية. عمل الدكتور عبدالرحمن الشبيلي على تأهيل كوادر المخرجين ومُعدِّي البرامج التلفزيونية، وتدريب الفنيين على نظام بال وسيكام بالتنسيق مع سمو الأمير خالد بن فهد بن خالد، وكيل وزارة المعارف آنذاك، لمدة سبع سنوات. كان يضع لبنات للعاملين بالتلفزيون قبل إنشاء أقسام الإعلام؛ وهو ما ساعد على سد الفجوة. وتجدر الإشارة إلى أنه في عهد وزير الإعلام الشيخ إبراهيم العنقري تم افتتاح قسم الإعلام بجامعة الملك سعود، والآن نجد الإعلاميين قد تأهلوا وأبدعوا ولله الحمد. رحم الله أستاذنا د. الشبيلي، وأسكنه فسيح جناته. و{إنَّا للهِ وإنَّا إِلَيْه رَاجِعُون}. ** **