بدأت المجتمعات من حولنا يتأكد لها أن بلدنا ماضٍ في التغيير دون تأخر أو تردد، وبدأت المجموعات المترددة في الداخل، أو التي لا تقبل التغيير، هؤلاء نراهم تصالحوا مع أنفسهم وقبلوا التغيير. لن نستمر بالنمط القديم وسط تحولات قوية وشاملة تجتاح العالم بقيادة الدول الثلاث العظمى: أمريكا والصين وروسيا؛ والهند واليابان؛ وبعض دول شرق آسيا.. أما أوروبا فما زالت تعيش صراع التغيير، والتردد أمام نمط الحياة الجديدة والتي أعلنتها الأممالمتحدة 2030 وأيضاً 2050 للتنمية العالمية. نحن في السعودية توافقت لدينا عدة عوامل هي: - تولت بلادنا إدارة جديدة اتصفت بالحزم والعزم والتغير بقيادة حكيمة: الملك سلمان، وقيادة شابة: ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله-، عام 2015 الذي عرف بالسعودية الجديدة. - تغيرات اجتماعية لجيل كانت بدايته من تسعينيات القرن الماضي الميلادي وتشكل عام 2000، وبالمقابل انسحاب جيل الستينيات والسبعينيات والثمانينيات الميلادية من مشهد قيادة العمل الحكومي الوزارات والهيئات والجامعات، هذا الجيل شهد أكبر عمران سكاني وتنموي في سنوات الطفرة الأولى منتصف السبعينيات الميلادية. - أننا نعيش مرحلة الثورة الصناعية الرابعة على مستوى العالم، جيل التقنية الحديثة والسريعة، وانتهاء العمل النمطي، حيث بدأت تختفي بعض الأعمال والأنشطة والمهن حتى بعض التخصصات الأكاديمية ألغيت وتوقفت وأغلقت بعض المؤسسات والشركات وجاءت أخرى بديلة، وهذه من الأمور الطبيعية التي تحدث في التحولات المرحلية للدول إعادة ترتيب، لكنها عندنا جاءت سريعة وشاملة، واجتمعت العوامل الثلاث في زمن واحد: الإرادة السياسية، ونهاية مرحلة جيلية، وثورة تقنية. إذن نحن أمام مرحلة مختلفة وسعودية جديدة، يجب أن نستقبلها بالرحابة والتفاؤل لأن العالم يتغيّر من حولنا بسرعة صناعية أكبر.. فالدول التي لم تبادر ولم تلتقط مؤشرات تحولات التقنية نراها تعيش صعوبة في تعاطيها مع التنمية.