دخلت السعودية يوم أمس مرحلة حضارية جديدة، لأنها ستشهد تحولات اجتماعية واقتصادية وثقافية جديدة بقيادة المرأة للسيارة، فقد قررت القيادة الكريمة، وفتوى هيئة كبار العلماء بموافقة قرار قيادة السيارة للشريعة الإسلامية، وقررت الأنظمة ولوائح المرور بقيادة السيارات، والمجتمع بارك ويبارك بهذه الخطورة. الأنظمة والتطوير لا يأتي جملة وهي قاعدة الدول التي مرت بالتحولات بما فيها عمل المرأة وقيادتها للسيارات فقد واجهت اعتراضات وتحديات لكن الدول وفيها العربية والخليجية تغلبت عليها وسمحت للمرأة أن تُمارس حقها القانوني والحضاري وأن يكون لها خيار قيادة السيارة ويبقى لها القرار الشخصي، دون أن يمنعها نظام المرور. نحن في بلادنا نشهد تغيرات أجيال: - جيل الأربعينيات والخمسينيات والستينيات الميلادية وهو جيل توحيد بلادنا، هذا الجيل غير كل ما يعتقده يناسب حياته الاجتماعية قرر ونفذ ومارس ما يراه من الأساليب التي يرغبها، حقق منها ما قدر عليه وترك ما شق عليه للأجيال. - جيل السبعينيات والثمانينيات وهو جيل الدورة الاقتصادية الأولى (الطفرة الحضارية والتنموية الأول) وهذا الجيل قفز عاليا وسريعا تغيرت معها السعودية عمرانيا واقتصاديا وتعليميا، قفزة حضارية أو جدت الفارق والمسافات، وهذا الجيل عمل لنفسه صياغة خاصة به وأسلوب حياة مغاير عن أنماط الستينيات، يكاد لا يتشابه مع السابق إلا في بعض الامتدادات. - جيل التسعينيات وهي مرحلة انتقالية من التطور الحضاري تفوقت على الثمانينيات حضاريا لكنها لم تستطع أن تتحرر منها وتتجاوزها بعيد. - جيل الألفية الجديدة وهم أمتداد طبيعي لجيل التسعينيات وبالواقع هو جيل واحد شهد مرتكزات قوة بدأت بالدورة الاقتصادية الثانية التنموية الحضارية عام 2003م التي أوجدت بنية تحتية شاملة عمرانية واقتصادية وموارد بشرية وتقنية حديثة، وجاءت في عهد جديد من العزم والحزم والانطلاق في فضاء الدول القوية قادها الملك سلمان وولي العهد الذي قدم فيه محمد بن سلمان رؤية السعودية 2030 وهي صياغة شاملة للدولة الحديثة كان من ضمنها قيادة المرأة للسيارات ومنظومات أخرى ليكتمل طوَّق التطوير في هذه المرحلة. قيادة المرأة للسيارة ضرورة تتطلبها الحالة الحضارية لانها حاجة اجتماعية وضرورة اقتصادية وسيادية للمرأة وحقها في اتخاذ هذا القرار.