وعصام المنسوب إليه المعدن كان حاجباً للنعمان بن المنذر ملك الحيرة العربي من قبل كسرى واسمه عصام بن شهر وقيل ابن شهبر الباهلي بلغت به همته أن نال ذروة المجد وتربع على عرش الفصاحة والبلاغة وعد من أعلام العرب أيام الجاهلية وينسب إليه أيضاً المثل فيقال: «كن عصامياً ولا تكن عظامياً» وأيضاً يقول النابغة الذبياني: نفس عصام سوّدت عصاما ... ولعصام ذا بلدة في سود باهلة فيها معدن فماذا قال المتقدمون في وصف مكان هذا المعدن كي نسترشد به للوصول للموقع الحالي من خلال التسميات المتأخرة. قال أبو علي الهجري نقلاً عن كتاب الأستاذ حمد الجاسر: «أبو علي الهجري وأبحاثه في تحديد المواقع» ص 216: «تيمن: هضبة برأس الذرو ذرو الشريف مغرب الشمس من حصن عصام بيوم..». وتيمن هضبة معروفة بقرب بلدة الشعراء وهي بهذا الوصف تقع عن حصننا إلى الجنوب الغربي منه فهذه واحدة من الأوصاف. وهذا المعدن ذهب، حيث يقول الهمداني في كتابه صفة جزيرة العرب ص 299 (ومعدن الثنية ثنية ابن عصام الباهلي معدن ذهب..). ونعود إلى وصف موقع حصن عصام من صفة جزيرة العرب للهمداني أيضاً، حيث يقول في ص 293: (ثم من قرى باهلة مريفق وعسيان وواسط وعويسجة والعوسجة والأبطة وذو طلوح أعلاه حصن بني عصام صاحب النعمان بن بالمنذر والقويع في ثنية وجزالا والثرياء والجوزاء في وادٍ عن يمين ذي طلوح فيه نخل وقرى..). ومن الوصف السابق نعلم أن ذا طلوح يمين جزالا والمؤلف من اليمن فيمين جزالا بالنسبة له شرقها وأشهر الأودية التي تقع شرق جزالا وادي أبي مروة وروافده مثل الخنيقية ثم الحرملية .. وغيرها. وهو اسم على مسمى، حيث يعظم الطلح في أعلاه وأسفله كما سيأتي وفي أعلى هذا الوادي يوجد إلى الغرب من بلدة نخيلان أثار تعدين كبيرة وبقايا مباني قديمة حجرية لعل في أحدها حصن عصام وهو يبعد ما يقارب 10كيلومترات تقريباً إلى الغرب من بلدة نخيلان ويسمى حالياً لدى الأهالي أم راكة نسبة إلى شجرة أراك ما زالت توجد فيه. وإني أكرر دعوتي إلى الجهة الوطنية للتعدين للبحث فيه لأنه معدن ذهب ... والله أعلم ** **