{إِذَا السَّمَاء انفَطَرَتْ * وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انتَثَرَتْ}، بحق إن الراحل الكريم نجم ساطع في ميدان العلم والتعليم، فلله ما أخذ وله ما أبقى وكل شيء عنده لأجل مسمى، {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي}. إن الاستشهاد بهذه الآية حقيقة تتفق مع ما عرفناه عن الراحل الكريم الذي غادر دنيانا يوم الخميس 11 من شهر رمضان الكريم. وأديت الصلاة عليه فجر يوم الجمعة في مسجد الجوهرة البابطين وودعناه في ضيافة ربّ رحيم كريم اللهم أفسح له في قبره ونور له فيه، اللهم أنس وحشته وأهل غربته واجعله مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا. إن هذا الرجل الذي نشأ متعلماً في المدارس الابتدائية ومن ثم في دار التوحيد وتخرج في كلية الشريعة بمكة المكرمة عام 1380ه ولما ظهر عليه من الذكاء والفطنة والقدرة الفائقة على حسن الإدارة فقد تبوأ إدارة دار التوحيد عام 1382ه؛ هذه الدار الفريدة المتميزة بمنهجها والعناية بمن يتولى التعليم فيها وبتمكن طلابها من العلوم والمعارف هذه الدار، تولى إدارتها العالم العلم الأستاذ بهجت البيطار والذي أراد أن يوجد سجلاً حافلاً لجميع القائمين بالتعليم وهو ما يعرف بالسيرة الذاتية وكان قمة التعليم فضيلة الشيخ محمد بن عبدالعزيز المانع -رحمه الله- وهو في مثابة وزير للمعارف، وكان من بين رجال التعليم في تلك الدار فضيلة الشيخ عبدالله بن صالح الخليفي الذي استطاع أن يقنعهم بسمو قدره وعلو مكانته في الدار، قال لهم إن سيرته الذاتية في ملف فضيلة الشيخ محمد بن مانع وليس هناك من يجرؤ على السؤال عن ملف الشيخ بن مانع.. وإذا عدنا إلى الحديث عن الراحل الكريم عبدالله بن عبدالرحمن الزامل الذي اشتهر برجاحة العقل وبعد النظر وحصافة الرأي ونفاذ البصيرة والصلاح والتقوى والإعراض عما لا يعنيه فلم يبدي عيبا في أحد من الناس أو يتحدث بسوء عن أحد. فقد وفقه الله في ذرية برزوا في ميدان الحياة وهم الأستاذ عبدالرحمن من رجال التعليم، والأستاذ سعد، والعميد أحمد من رجال الجيش، والعقيد ماجد من رجال الأمن، والأستاذ محمد معيد في كلية قوى الأمن، مع مجموعة من البنات الصالحات القانتات الحافظات للغيب بما حفظ الله. ولعل من المفيد أن نشير إلى كوكبة ممن تخرجوا في كلية الشريعة بمكة المكرمة كان في مقدمتهم معالي الشيخ الجليل محمد بن إبراهيم بن عثمان الجبير، والأستاذ محمد بن عبدالعزيز الربيعة، والأستاذ إبراهيم الحجي، والأستاذ عبدالله بن خميس، وفضيلة الشيخ المتألق صالح بن علي الناصر، وفضيلة الشيخ عبدالمحسن بن محمد بن عبدالمحسن التويجري، وفضيلة الشيخ أحمد بن عثمان الجبير والد معالي أ. د. عادل وزير الخارجيه، والأستاذ عثمان بن عبدالعزيز الأحمد، والأستاذ أحمد المنصور الصانع، والأستاذ إبراهيم بن حمد العبد الوهاب، ومعالي الشيخ الجليل حسن بن عبدالله، والرجل الفريد المتميز برجاحة العقل وبعد النظر والصالح والتقوى عبدالعزيز بن إبراهيم الهويش -رحمهم الله-، ولا ريب أن كلية الشريعة بمكة المكرمة تخرج فيها أفواج ممن كان لهم مكانة سامية ومنزلة رفيعهوثمرات طيبه في شتى الميادين في بلادنا العزيز. وبعد فإننا نستمطر شآبيب الرحمة على روح الراحل الكريم عبدالله بن عبدالرحمن الزامل. ** **