وهي أحد بلدان إقليم سدير وتقع على ضفاف وادي الفقي المشهور الذي أول ما يسقي روضة سدير. وتبعد عن مدينة الرياض 175كم من الناحية الشمالية الغربية وتقع على خط طول (25,36,44,6N) وعرض (45,33,39,6e). ذكر طرفاَ من أخبارها الهمداني المتوفي عام 344ه في كتابه الجغرافي (صفة جزيرة العرب) ضمن كلامه عن قرى وادي الفقي الذي عرف فيما بعد بوادي سدير، حيث قال: (... ثم تخرج منها إلى الروضة (روضة الحازمي) وبها النخيل وحصن منيع ثم تمضي دون قارة الحازمي وهي دون قارة العنبر وأنت في النخيل والزروع والآبار طول ذلك) انتهى. وهذا المكان الذي ذكره الهمداني تحول إلى بلدتين هما بلدة الداخلة وبلدة الروضة، وقد بنى أهل هاتين البلدتين سورًا يحمي بلديهما ومزارعهما. استقرت بلدة الروضة القديمة وقاعدتها سوق الحزم وهي بلدة الروضة المعروفة الآن، وبعد استقرار البلدة في الحزم انتقل لها أسر أخرى من بلدان متفرقة وأصبحت البلدة موقعًا قياديًا وتجاريًا وعلميًا. وقد ذكُر في وثائق أسبال وأوقاف المساجد في بلدة الروضة قديماً، ما يدل على أن فيها ثلاثة مساجد قديمة، وهي مسجد الحزم وهو المسجد الجامع المعروف الآن، ومسجد مشرفة، ومسجد المحارب. وفي القرن الرابع عشر الهجري تم بناء مسجدين إضافيين وهما مسجد الحزيم ومسجد الموافق، وبذلك يكون عدد المساجد في الروضة القديمة خمسة مساجد. وتولى على مسجد الجامع أئمة كثر من أقدم من عرفنا منهم قاضيها الشيخ سليمان بن علي بن مشرف التميمي المتوفى سنة 1079ه جد شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب، والشيخ عبدالرحمن بن عبدالله بن سلطان بن خميس أبابطين قاضي الروضة المتوفى عام 1121ه، وابنه عبدالعزيز المتوفى عام 1158ه، وعبدالرحمن بن عبدالعزيز أبابطين، والشيخ حمد بن غنام قاضي الروضة عام 1160ه، والشيخ حميد بن حمد قاضي الروضة إلى عام 1230ه تقريباً وغيرهم. المسجد الجامع بالحزم: يقع هذا المسجد في حي الحزم الواقع في وسط البلدة وهو من المساجد القديمة في بلدة الروضة ويقع على خط طول (25,36,44,5) وعرض (45,33,39,5) ولا يعرف تاريخ أول بناء للمسجد، فربما أن تأسيسه بعد توسع البلدة في مطلع القرن الحادي عشر الهجري تقريباً، حيث تم بناء المسجد وله منارة دائرية الشكل طويلة تعانق السماء ويوجد في المسجد خلوة تحت سرحة المسجد. الأئمة الذين تولوا على المسجد الجامع من 1240ه إلى 1440ه: 1- الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز ابن الشيخ عبدالرحمن بن عبدالله بن سلطان بن خميس أبابطين العائذي، مفتي الديار النجدية. وُلد في بلدة الروضة بسدير في شهر ذي القعدة سنة 1194ه ونشأ فيها في بيت علم وشرف ودين فرباه أبوه ووالدته شايعه الموسى أحسن تربية، فقرأ القرآن وحفظه عن ظهر قلب وتعلم مبادئ القراءة والكتابة في الكتّاب مع أبناء البلدة حتى أدرك ما يقصر عن أدراكه أُلو العرفان، وفاق في الفضل أهل الزمان. ثم تولى الشيخ عبدالله في أول أمره بعض المهام الشرعية في بلدة الروضة كالخطابة والإمامة والوعظ والتدريس حتى اشتهر، ثم انتقل إلى شقراء وتزود من الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله الحصيّن قاضي الوشم. وفي عام 1229ه عينه الإمام سعود بن عبدالعزيز آل سعود قاضياً في الطائف وناحية الحجاز، وبعد وفاة الإمام سعود أرسله الإمام عبدالله بن سعود إلى عُمان معلماً ومفتياً على مذهب الإمام أحمد بن حنبل، ثم طلبه أهل رأس الخيمة لتولي القضاء فنزل عند رغبتهم ولبث فيهم قاضيًا لأعوام عدة، ثم رجع إلى بلدته الروضة حيث تولى القضاء فيها، كما تولاه في الوشم. وفي عام 1251ه تولى القضاء في القصيم، وتخرج على يده عدد من المشايخ وطلاب العلم في كل بلد تولى قضاءه. أما إنتاجه العلمي فقد ترك الشيخ ثروة من المؤلفات وهي في مختلف العلوم الشرعية من تفسير وحديث وعقيدة وفقه وأصوله، وله فتاوى كثيرة طبعت مؤخراً في مجلد كبير. وما زال الشيخ على سيرته العطرة حتى توفاه الله في شقراء عام 1282ه رحمه الله رحمة واسعة. وله وصية مؤرخة في عشرة من ربيع ثاني 1282ه في السنة نفسها التي توفي فيها, وله من الذرية عبدالرحمن وعبدالعزيز وعمر وإبراهيم والبنات ثلاث. عاصر أمير بلدة الروضة عبدالعزيز بن جاسر بن ماضي المتوفى عام 1266ه تقريبًا. 2- الشيخ عبدالله بن ناصر الملقب فنتوخ بن حمد بن جبريل بن سليمان من بني زيد من مواليد أواخر القرن الثاني عشر الهجري، تعلم مبادئ القراءة والكتابة في بلدة القرائن في الوشم وأخذ العلم عن الشيخ عبدالعزيز الحصيّن قاضي الوشم المتوفى سنة 1237ه، تولى الإمامة في بلدة الحريق ثم بعد ذلك انتقل مع الأمير عبدالعزيز بن جاسر بن ماضي إلى الروضة، وقد وتولى الإمامة في الجامع وله عدة خطوط بيده، كتب عددًا من الوثائق عند الشيخ عبدالرحمن بن حمد الثميري قاضي بلدان سدير عندما يأتي للروضة، وتاريخ هذه الوثائق من عام 1244ه حتى 1249ه، تزوج الشيخ عبدالله بن فنتوخ سارة بنت سليمان بن إبراهيم المشهدي وهي أم ولده محمد، ولعبدالله من الأولاد ثلاثة محمد المذكور وعبدالمحسن وعبدالرحمن. ولا يعرف متى وفاة الشيخ رحمه الله. 3- الشيخ إبراهيم بن زيد بن ماجد تولى إمامة الجامع من عام 1275ه حتى عام 1305ه تقريبًا وله خطوط كثيرة في الروضة وخطه جميل ولا يعرف متى وفاته ولكن آخر خطوطه التي اطلعت عليها مؤرخة عام 1305ه رحمه الله، وقد عاصر أمير البلدة تركي بن فوزان بن ماضي المتوفى عام 1292ه والأمير محمد بن عبدالعزيز بن ماضي الأول المتوفى سنة 1303ه تقريبًا. 4- الشيخ عبدالمحسن بن عبدالله بن فنتوخ تعلم مبادئ القراءة والكتابة على يد والده عبدالله، صار إماماً لجامع بلدة الحريّق في عام 1280ه أو قبلها بسنتين ثم انتقل إلى الروضة في عام 1287ه وتولى إمامة الجامع فيها من عام 1306ه حتى عام 1320ه تقريبًا. تزوج لطيفة بنت حمد بن راشد وأنجبت منه عبدالله وعبدالرحمن ومحمد وهيلة ومنيرة ونورة ولولوة. توفي الشيخ عبدالمحسن عام 1320ه تقريبًا، رحمه الله، وقد عاصر أمير البلدة محمد بن إبراهيم بن مشاري بن ماضي المتوفى عام 1358ه، والأمير عبدالعزيز بن جاسر بن عبدالعزيز آل ماضي المتوفى عام 1329ه. 5- الشيخ عبدالله بن عبدالمحسن بن عبدالله بن فنتوخ تعلم مبادئ القراءة والكتابة على يد والده الذي كان إماماً للجامع قبله، ودرس كذلك في مدرسة بلدة الروضة على يد الشيخ عبدالعزيز بن إبراهيم بن عبدالعزيز أبابطين، كما تزود الشيخ من علماء وقضاة سدير في زمانه، وسافر إلى العراق وجاور بن سعدون سنوات عدة، ثم بعد ذلك رجع إلى بلدة الروضة حيث تولى إمامة الجامع بعد والده في زمن الإمام عبدالعزيز آل سعود، وفي هذه الفترة انتشر العلم وازدهرت الديار وكثر طلب العلم وتم تعيين الأئمة في المساجد، وقد تولى الشيخ أوقاف الجامع وله خطوط كثيرة تتعلق بالأسبال، راسله الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز العنقري قاضي سدير في مواضيع تتعلق بالأسبال لأن المترجم له ملم بأسبال الروضة، جلس في الإمامة حتى سنة 1360ه ثم تركها بعد ثقله وكبر سنه، تزوج بأربع نساء هن: ريمة بنت عبدالعزيز بن سلمان ولم تنجب منه، ثم تزوج هيلة بنت عبدالرحمن بن ناصر وأنجبت منه حصة أم أحمد بن عبدالكريم العمير وأم محمد بن دامغ الدامغ، ثم تزوج لطيفة بنت عبدالرحمن بن عبدالله بن محمد بن عبدالله بن عمير وأنجبت له سارة التي تزوجها ابن أخيه عبدالمحسن بن عبدالرحمن بن فنتوخ فأنجبت منه ابنين وثلاث بنات، ثم تزوج المترجم له نورة بنت فوزان بن عبدالله الفوزان وأنجبت له حامد الذي توفي صغيراً وهيلة التي تزوجها ابن أخيه عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن فنتوخ فأنجبت له ستة أبناء وبنت. توفي المترجم له ليلة الثاني من شهر شوال سنة 1372ه رحمه الله، وقد عاصر الأمير جاسر بن عبدالعزيز بن جاسر بن عبدالعزيز بن ماضي المتوفى عام 1333ه رحمه الله، والأمير محمد بن عبدالعزيز بن جاسر بن عبدالعزيز آل ماضي المتوفى عام 1372ه رحمه الله. 6- الشيخ عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن عبد المحسن بن عبدالله بن فنتوخ ولد في بلدة الروضة وهو من مواليد القرن الرابع عشر الهجري، تعلم في الكتّاب في بلدة الروضة على يد والده الذي كان إماماً لمسجد محارب، والمترجم له درّس في الكتاتيب القرآن، وتولى الإمامة بعد عمه عبدالله من عام 1360ه تقريبًا حتى عام 1399ه ثم انتقل إلى الرياض، تزوج بنت عمه هيلة بنت عبدالله بن عبدالمحسن بن فنتوخ فأنجبت منه 6 أبناء وبنت، ثم تزوج الجوهرة بنت حسن بن سلمان وأنجبت عبدالإله. توفي في الرياض في 19-9-1399ه رحمه الله.عاصر الأمير عبدالله بن محمد بن الماضي. 7- الشيخ محمد بن ناصر بن حمود الماجد ولد في بلدة الروضة وتعلم في المدارس الحكومية، أخذ الابتدائي والمتوسط في بلدة الروضة ثم ذهب إلى الرياض وأخذ شهادة الثانوي في الرياض، تزوج من نساء عدة وله ذرية منهن، تولى الخطابة في الجامع بعد مرض عبدالعزيز بن فنتوخ، وبعد وفاته عُيِّن الشيخ الحمود في الجامع إماماً وخطيباً بتاريخ 20-1-1400ه وهو موجود حتى حال التاريخ 1440ه، عاصر أمير البلدة عبدالله بن محمد الماضي وابنه. ملاحظة: أثناء غياب الإمام الرسمي لأي سبب سواء مرض أو سفر أو حج يقوم بعض الأشخاص بتولي الإمامة بالنيابة حتى يأتي الإمام الرسمي، ومن الذين شاركوا في الإمامة بالنيابة محمد بن حمد بن عمير وعمر بن عبدالكريم بن عمير بن ناصر، وسليمان بن إبراهيم بن معيوف، ومحمد بن زامل بن عمر 1360ه، وغيرهم. المؤذنون في الجامع: 1- عبدالعزيز بن صالح المخيمر. 2- صالح المخيمر أذن لمدة خمسين سنة. 3- فضل بن عبدالله الفضل أذن لمدة سبع وعشرين سنة. وكلاء أسبال وأوقاف المسجد الجامع (الصوام, والإمام, والمؤذن, والسرج): غالبًا يكون الوالي على الأسبال إمام المسجد أو يكون معه أشخاص آخرون يوكلهم الإمام، ونذكر بعض الذين تولوا على أسبال الجامع: 1- الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن أبابطين 1240ه. 2- عبدالله بن ناصر (الملقب فنتوخ) 1249ه. 3- حمد بن عليان 1264ه. 4- عبدالمحسن بن عبدالله بن فنتوخ 1298ه. 5- عبدالله بن عبدالمحسن بن عبدالله بن فنتوخ 1316ه إلى 1360ه، كذلك كان والياً على أسبال مسجد المحارب. 6- عبدالعزيز المخيمر وكيل أسبال سراج مسجد الحزم ومؤذن فيه ويقوم بصيانة السرج وإشعالها. 7- علي بن محمد بن معيوف وكيل أسبال الجامع ومعه. 8- عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن فنتوخ عام 1362ه. 9- محمد بن ناصر بن حمود الماجد 1401ه إلى حال التاريخ. المسجد الثاني مسجد مشرفة: يقع مسجد مشرفة في الجهة الشرقية من بلدة الروضة، على خط طول (25,36,46,0) وعرض (45,33,43,0)، وهو من المساجد القديمة التي بنيت في القرن الحادي عشر الهجري، وآخر تجديد له تم بناؤه عام 1339ه ولا زال باقياً على طرازه الأول، ورمم مؤخراً وبقي حتى الوقت الحاضر. الأئمة الذين تولوا على مسجد مشرفة: 1 الشيخ إبراهيم بن عبدالعزيز بن إبراهيم بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن عبدالله بن سلطان بن خميس أبابطين، تولى الإمامة قبل عام 1245ه وكان موجوداً حتى 1267ه، وتولى كذلك التعليم في مدرسة البلدة. 2 الشيخ محمد بن عبدالله بن عبيد تولى الإمامة قبل عام 1278ه وكان موجوداً فيها حتى 1311ه. 3 الشيخ عبدالله بن محمد بن راشد تولى الإمامة، وكان وكيلاً على أسبال المسجد عام 1316ه. 4 الشيخ تركي بن محمد بن فوزان كان إماماً لمسجد مشرفة ووكيلاً على أسباله عام 1331ه. 5 الشيخ عبدالرحمن بن محمد بن عمر تولى الإمامة قبيل عام 1354ه. 6 الشيخ حماد بن عبدالرحمن بن محمد بن عمر بين عامي 1360ه و1372ه كان موجوداً في الإمامة. 7 الشيخ عبدالعزيز بن إبراهيم بن فارس. المؤذنون في مسجد مشرفة: 1 عبداللطيف بن عبدالله أبابطين أذن لمدة ستين سنة، ووكيل صوام مشرفة. 2 عبدالله بن عبداللطيف أبابطين. 3 إبراهيم بن محمد بن عبدالعزيز بن سلمان. 4 عبدالعزيز بن فارس. وكلاء أسبال مسجد مشرفة: 1 إبراهيم بن عبدالعزيز أبابطين 1245ه ووكيلاً على أسبال الصوام. 2 عبدالله بن محمد بن راشد وكيل على الأسبال عام 1316ه. 3 عبدالعزيز بن عبدالله بن عقيل 1331ه و1334ه. 4 عبداللطيف بن عبدالله أبابطين وكيل الصوام. يتبع ** ** خالد بن برغش بن عثمان ابن برغش - مدينة تمير بسدير