فقد فريق الهلال لقب كأس دوري الأمير محمد بن سلمان للمحترفين، كما فقد لقبي العربية وكأس الملك، ليكتفي ببطولة السوبر التي حققها في بداية الموسم، وبعيداً عما كان من اتحاد القدم ولجانه التي كانت في مستوى أقل من أن تدير كرة القدم السعودية، نشرح في هذا الموضوع ما مر على الهلال خلال هذا الموسم. الهلال مرت عليه عدة مراحل، كان في قمة مستواه وتوهجه في بداية الموسم، واستطاع أن ينتصر في 9 جولات متتالية من الدوري، حينها كان يرأس النادي سامي الجابر الذي استطاع أن يقود الهلال إدارياً بشكل مميز، وتعاقد مع عدد من اللاعبين الكبار أمثال الفرنسي قوميز وكاريلو والمدافع الأسباني بوتيا، ولكن الصفقة الأهم للهلال كانت في التعاقد مع المدرب البرتغالي الكبير جيسوس، والذي نقل الهلال لمرحلة مختلفة، ارتفع فيها مستوى الفريق الهلالي بشكل كبير على الرغم من الظروف التي مرت عليه، مثل إصابة العديد من نجوم الفريق، إذ لم يكتمل الفريق الهلالي في أي مباراة مع جيسوس. هذه المرحلة الأولى، والتي كانت مميزة بشهادة جميع المتابعين، وكاد البعض يتوج الهلال بدرع الدوري قبل انتهاء الدور الأول، وتحدث بذلك معالي المستشار تركي آل الشيخ الذي كان يرأس هيئة الرياضة، ولكن حدث ما لم يكن في الحسبان، إذ أُقيل سامي الجابر من رئاسة الهلال، وجاء الأمير محمد بن فيصل بديلاً عنه، وجاءت معه إدارة جديدة، ويبدو أن جيسوس لم يكن يعجبهم، ولكن صبروا عليه بسبب الشرط الجزائي، على الرغم من أن الأجواء في النادي كانت توحي بمغادرته.. أُقيل جيسوس وفريق الهلال يتصدر الدوري بفارق (6) نقاط، وحل بديلاً عنه الكرواتي زوران، كان البعض متفائلا بالكرواتي، ولكنه خيّب آمال كل من راهن عليه، إذ بدا أن الهلال مكتف، وانخفض مستوى الفريق بشكل لا يكاد يصدق، وبدأ زوران عاجزاً عن إيجاد الحلول، وبقت الإدارة تتفرج، وبدأت الانتقادات نحو إدارة النادي والمدرب، وكانت القاصمة حينما تعادل دورياً مع فريق الوحدة ومع فريق أحد «متذيل الترتيب»، ليقابل منافسه النصر والفارق نقطتين، ويخسر أيضاً من منافسه، ليتنازل عن الصدارة، وتبدأ مرحلة الإخفاقات، إذ فقد الهلال لقب البطولة العربية، وبعدها بيومين خسر من التعاون بخماسية مذلة في كأس الملك ليخرج من البطولة الثانية، وبعد كل هذه الكوارث يستبعد زوران، ولكن بعد ماذا..؟! بعد أن فقد الهلال هيبته وهويته وشخصية البطل، ليخسر من التعاون بعد ثلاثة أيام على مستوى الدوري، ويرحل الرئيس الذي مسح كل الصور الجميلة التي خلدها في ذاكرة المتلقي إبان رئاسته الأولى للهلال، واكتفى في فترته الحالية بالإثارة خارج الملعب وفقد كل أسهمه في المدرج الفخم. الهلال الذي كان ينافس على 4 ألقاب خسر 3 منها وتأهل لدور ال16 آسيوياً، مع تحقيق بطولة السوبر، وهذه لا تكفي الجمهور الهلالي الذي اعتبر موسمه غير ناجح، وهذه ميزة هلالية جعلته يتصدر المشهد البطولاتي على مدار أربعة عقود. الهلال في هذا الموسم مرت على جل لاعبيه إصابات غير واضحة، ففي كل جولة يفقد الهلال لاعبين لا يتعافون إلا بعد أسابيع أو شهور، فقد غاب نواف العابد وسلمان الفرج وكاريلو وعبد الله عطيف وغيرهم، وكان من الواضح جداً أن الكادر الطبي في النادي غير جيد، ولكن الإدارة السابقة اكتفت بالفرجة على حال اللاعبين المصابين والكادر الطبي، وهذا ما أثر كثيراً في الفريق الهلالي ومنافساته على كافة البطولات. أيضاً افتقد الهلال رجالاته من أعضاء الشرف الذين كانوا يساندونه في جميع أزماته، ويقفون معه، ويسعون لحل جميع مشاكله، ولكن في هذا الموسم، وحينما مر على الهلال أزمات كبيرة لم تجد الإدارة واللاعبون والجهازان الفني والإداري أحدا يقف معهم. أما على مستوى اللاعبين الأجانب، فقد مر عليهم مرحلتان أيضاً، مرحلة تألق وتميز ومرحلة انخفاض مستوى، فمثلاً قوميز الذي بدأ مميزاً وهدافاً لا يشق له غبار، اختفى منذ إقالة جيسوس، وهذا ما عانى منه الهلال كثيراً، فقوميز هو رأس الحربة الوحيد، وربما أُرهق من كثرة المباريات، ولكنه في النهاية يعد لاعبا محترفا، والأكيد أن وراء انخفاض مستواه مشكلة لا نعلمها حتى الآن، وما ينطبق على قوميز ينطبق على ادواردو الذي اختفى في معظم مباريات هذا الموسم، وانخفض مستواه بشكل كبير، ولم يعد ادواردو اللاعب الفذ والمنقذ، أما الحارس العماني علي الحبسي فقد خذل كل محبيه ومن راهن عليه، ويبدو أن للعمر دورا في انخفاض مستواه بشكل كبير، وبعكس قوميز، بدأ المدافع الأسباني بوتيا بشكل غير جيد، ولكنه في نهاية الموسم قدم مستويات كبيرة وجبارة، وكان سداً منيعاً لهجمات المنافسين، أما سوريانو فلم يوفق مع الفريق، وجاء فترة نقاهة فقط، ولم يستفد منه الهلال بقدر استفادة اللاعب مالياً، ويبقى الايطالي جيوفينكو والاسترالي ديجينك اللذان جاءا في فترة الشتاء، وان كان جيوفينكو اسما كبيرا في عالم كرة القدم إلا أنه لم يقدم نصف مستواه مع الهلال، وللأمانة جيوفينكو مع ديجينك جاءا في فترة انعدام توازن الفريق، والحكم عليهما صعب للغاية، ويبقى البيروفي كاريلو الذي بدأ اسمه لامعاً مع الهلال، وشكل ثقيلا كبيرا في منتصف الملعب، والتجديد معه أصبح مطلبا مهما للجماهير الهلالية، أما المصاب الإماراتي عموري فالحكم عليه صعب، فقد أُصيب في بداية الموسم برباط للمرة الثانية، وهذا ما قد يحول دون عودته كما كان. محلياً : يبدو في صفوف الهلال لاعبون لا يناسبون الهلال، أما لكبر سنهم وانتهاء دورهم داخل المستطيل الأخضر مثل محمد الشلهوب الذي قدم كل ما لديه للهلال، ولم يبقَ إلا أن يعلن رحيله، كما أن هنالك لاعبين لا يمكن الصبر عليهم وهم أقل من أن يرتدوا شعار الهلال مثل حسن كادش وأحمد شراحيلي. * * * الحلول لعودة الهلال: - عودة أعضاء شرف الهلال. - اختيار إدارة مناسبة للهلال من قبل الجمعية العمومية يتفق عليها أعضاء الشرف. - اختيار مدرب كبير يتناسب مع أسلوب الهلال. - التجديد مع قوميز وكاريلو، ومنح ادواردو فرصة، وإبعاد علي الحبسي والتعاقد مع حارس كبير. - ترك الحرية للمدرب الجديد للحكم على عموري وجيوفينكو وديجينك وبوتيا. - تعزيز مركزي الظهيرين بلاعبين محليين. - التعاقد مع محور ارتكاز أجنبي قوي في حال عدم استمرار بوتيا أو ديجينك. - التعاقد مع مهاجم هداف بديلاً عن سوريانو. - التعاقد مع كادر طبي يليق باسم ومستوى الهلال وقيمة لاعبيه.