بعد أن خسر مساء يوم الجمعة الماضي من فريق التعاون على ملعبه بخماسية «فضيحة» على كأس الملك، عاد الهلال ليقابل التعاون أيضاً في دوري الأمير محمد بن سلمان للمحترفين، وتوقع جمهوره بأن ينهض الفريق ويعوض خسارته بالفوز ليتصدر الدوري، ولكن الفريق خيب أمل جماهيره التي دعمته ولم تيأس، وخسر أيضاً بثنائية! هذان الخسارتان توضحان مدى ما وصل إليه الفريق الهلالي من هوان وضعف، فالهلال الذي اعتادت عليه جماهيره لا يمكن أن يقبل بالخسارة مرتين متتاليتين من نفس الفريق، ولكن ما حصل في مباراتي التعاون يعد كارثيًا في نظر جماهير الزعيم، فسباعية التعاون لم يقابلها أي هدف من الجانب الهلالي، بل كان الفريق مهترئًا وضعيفًا في كلا المباراتين، وكأنه يلعب مباريات ودية! الهلال الذي كان ينافس على أربع بطولات فقدها جميعاً، لا يمكن أن يكون الهلال الذي يعرفه عشاقه، الهلال الذي اعتاد عليه الوسط الرياضي لا يخرج من موسم بلا بطولة، ولكن الهلال فقد جميع البطولات باستثناء بطولة السوبر السعودي في بداية الموسم التي سُجلت للهلال برئاسة سامي الجابر وإشراف المدرب المخضرم جيسوس، وهذان الاسمان منذ أن تركا الهلال وهو يعاني، إِذ سلما فريق الهلال لمن بعدهما وهو يتصدر الدوري السعودي بفارق 6 نقاط، وقدم مستويات مبهرة في جميع البطولات التي شارك فيها، ولكن برحيلهما وخاصة جيسوس انخفض مستوى الهلال وتدنى لدرجة أنه فقد جميع البطولات! الهلال فقد شخصيته وهيبته وهويته، وضاع اللاعبون ما بين ثلاثة مدربين، وبين إدارة لم تستطع أن تفعل أي شيء سوى مشاهدة انحدار الهلال، وفي كل مرة يطالب الجمهور الهلالي بابتعادها تصر على الاستمرار! أيضاً، عانى الهلال من كثرة إصابات لاعبيه، وهذا الأمر محير للغاية، فاللاعب الهلالي إذا أصيب لا يعلم المشجع الهلالي متى يعود، مثلاً، عبدالله عطيف أصيب وقيل إن عودته ستكون بعد أسبوعين، ولكنه غاب شهرين! لماذا!؟ لا أحد يعلم! أيضاً كاريلو أصيب ولا يعلم أحد متى يعود...! وكما أن الإصابات كانت لغزًا محيرًا، فإن انخفاض مستوى بعض لاعبي الهلال لا يمكن فهمه، إدواردو لم يعد إدواردو الذي تراهن عليه الجماهير الهلالية، انخفض مستواه بشكل كبير، وأصبح عالة على الفريق، ولم يقدم هذا الموسم ما يشفع له للاستمرار لموسم آخر! أيضاً ياسر الشهراني لم يقدم نصف مستواه، وانخفض أداؤه مقارنة بالسنوات الماضية، والسبب أيضاً مجهول! ويبقى هناك لاعبون لم يقدموا للهلال أي شيء، جيوفينكو يأتي على رأس القائمة، فرغم اسمه الكبير وشهرته إلا أنه كان عبئًا على الفريق، أما سوريانو فقد أتى للهلال حتى يأخذ فترة نقاهة بعقد محترف! وعلى مستوى اللاعب المحلي لا يمكن تخيل حسن كادش أو لاعب المواليد أحمد أشرف يرتديان شعار الهلال! بقي أن نقول: أهم عوامل خسارة الهلال للبطولات وانتكاسته يتخلص في التالي: * فقدان الهيبة والشخصية والهوية الهلالية. * ابتعاد أعضاء شرف الهلال عن الكيان وعدم دعمهم معنوياً للفريق، وهذا سبب خللًا واضحًا في المنظومة الهلالية التي كانت تعتمد على رجالها الأوفياء. * تسلّم إدارة بعيدة كل البعد عن المشهد الرياضي، والفوضى الواضحة في عملها الذي انكشف منذ إبعادها للمدرب جيسوس. * التعاقد مع المدرب زوران الذي لم يكن موفقًا مع الهلال منذ البداية. * التعاقد مع لاعبين أقل من الهلال ولم يوفقوا. * انخفاض مستوى بعض اللاعبين والإصابات المحيرة.