انتقل إلى رحمة الله الأستاذ محمد بن إبراهيم بن سعيد يوم الأربعاء الموافق 12-8-1440ه، الموافق 17-4-2019، وصلي عليه بعد صلاة عصر يوم الأربعاء الموافق 12-8-1440ه بجامع الملك خالد بالرياض. {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ}، الموت حق وكلنا سائرون في هذا الدرب، ولكن خير البشر منا من تبقى ذكراه الحسنة خالدة بأفعاله وأعماله وأخلاقه الفاضلة الصالحة الخيّرة، فالدنيا منقطعة زائلة فانية، فلا ينبغي للعبد أن يشتغل بالفاني الزائل عن الباقي الدائم، فالدنيا تجري وتسير بسرعة، والنبي عليه السلام وصفها، لهذا علمنا كيف نتعامل معها بقوله: (كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل)، فنحن في هذه الدنيا أمانات وودائع والموت يأخذ الأمانات والودائع، يا للموت من مفاجأة أليمة محزنة يباغت فيها الإنسان ويمتحن فيها المؤمن على قوة إيمانه وصبره، فيأخذ على غرة، تعددت أسبابه، وتلونت أشكاله، واختلفت أعماره، وتنقلت أوقاته، لا يميز بين الطفل والشاب والعالم والجاهل والكبير والصغير مهما طال عمره والشيخ، كل له أجله المكتوب، وعمره المحسوب، عند رب رحيم حليم. فصاحب العمل الصالح تبقى ذكراه خالدة مخلدة في هذه الدنيا، وورد في الحديث: (ليس منّا من ترك دنياه لآخرته ولا آخرته لدنياه) رواه ابن عساكر والديليمي، سبحان الله الذي جعل الموت علينا حتماً محتوماً يأخذ منا أهلنا وأعزاءنا وأقاربنا وأولادنا، كل يوم لنا فقيد عزيز على قلوبنا، وليس بأيدينا إلا أن ندعو الله للمُتوفي بالرحمة والمغفرة، وأن نسامحه ونطلب من الله له المغفرة. الحياة أيام قلائل مهما عشنا ومهما طالت السنون فإنما هي كحلم أو لمح بصر تنقضي، نفقد والدينا وأحبابنا وعلماءنا الإجلاء ونفقد أولادنا، ونفقد الأم والأب والأخ والأخت، نفقد الصاحب والصديق والجار... وهم سيفقدوننا، إنه الموت الذي يفر المرء منه إليه، يفر الولد من أبيه، ومن حضن أمه، ومن بين إخوانه وأخواته في لمحة بصر، والزوج من زوجته، نصحو على أمر عظيم، وأعظم من المصيبة الفقد، وكان -رحمه الله- مخلصاً في عمله محتسباً فيه، كان -رحمه الله- وفيًا للجميع، ويتعامل مع الناس بالرفق واللين ونصح المخلص المحب ويعامل الناس معاملة حسنة، شهد له الكبير والصغير. فإني مهما كتبت فلن أوفيه -رحمه الله- جزءاً يسيراً من حقه، ممتثلاً بقوله تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ، وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ، وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ} (سورة فصلت الآيات 33-35). فالفقيد الغالي نعزي فيه أنفسنا وجميع أسرة آل سعيد في الرياض وخارج الرياض، وأخص بخالص العزاء والمواساة أبناءه وبناته وإخوانه الأستاذ مساعد والأستاذ سعد وجميع أفراد أسرته وأنسابه وبالأخص الأستاذ محمد بن صالح السويدان وجميع أفراد أسرته ومحبيه وأصدقائه وجيرانه وزملائه، ولا حول ولا قوة إلا بالله. سائلاً الله أن يلهم الجميع الصبر والسلوان وأن يسكنه فسيح جناته. فإن العين لتدمع وإن القلب ليحزن ولا نقول إلا ما يرضي ربنا وإنا على فراقك يا أستاذ محمد لمحزنون. ** ** - د.فهد بن عبدالرحمن بن عبدالله السويدان